مع زيادة إصابات كورونا.. كيف ارتفع الإقبال على شراء أدوية بروتوكول العلاج؟ (تقرير)
كتب- أحمد شعبان:
طرقت موجة كورونا الثانية أبواب مصر، شبح الإصابة يعود مجدداً وعاد معه زيادة الإقبال على شراء أدوية بروتوكول العلاج الذي حددته وزارة الصحة، وهو ما بدا لافتاً للصيدلي أحمد الجوهري، الذي لاحظ، قبل نحو شهر، إقبالاً مرتفعاً على شراء أدوية المناعة والفيتامينات وخفض درجة الحرارة، في الوقت الذي شهد فيه منحنى الإصابات اليومية قفزات متتالية، جاوز معها ألف حالة.
يعمل الجوهري في إدارة التشغيل بأحد سلاسل الصيدليات الشهيرة في مصر، يقول إن نحو 60% من المترددين لشراء الأدوية يبحثون عن الأدوية الخاصة بعلاج "كوفيد-19"، سواء كانت لمصابين بالوباء الذي زار مصر أول مرة منذ فبراير الماضي، أو لحالات اشتباه في الإصابة، "بالمقارنة بالأيام اللي فاتت، فالإقبال زيادة عن الطبيعي، لكنّه أقل من فترة ذروة الموجة الأولى في يونيو ويوليو"، يوضح الجوهري.
في ذروة الموجة الأولى، في الفترة بين أواخر مايو الماضي وحتى أواخر يوليو الماضي، فرضت الجائحة وضعاً طارئاً، صاحبه إقبال متزايد على الأدوية المرتبطة بعلاج كورونا وتبعه نقص في بعضها. كان وقتها مؤشر الإصابات متخطياً الألف حالة يومياً، أعلاها كان في التاسع عشر من يونيو، الذي سجلت فيه 1774 حالة، فيما توسعت وزارة الصحة حينها في العزل المنزلي للحالات البسيطة.
الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بغرفة القاهرة التجارية، يؤكد لمصراوي زيادة الإقبال على الصيدليات وارتفاع الطلب على الأدوية، بالتزامن مع بدايات الموجة الثانية، يقدرها بنسبة تتراوح بين 70% و80%، مقارنة بالأشهر الماضية، من أغسطس حتى منتصف نوفمبر، التي شهدت هبوطاً في منحنى الإصابات اليومية، المُدرجة في بيان وزارة الصحة.
يُرجع "عوف" زيادة الطلب إلى سبيين، أولهما لجوء كثيرين إلى شراء الأدوية الخاصة ببروتوكول علاج كورونا، ومنها الفيتامينات وأدوية خفض درجة الحرارة والسعال وتخزينها "خاصة مع زيادة الإصابات والناس بقت تسمع عن إصابات في دوايرها القريبة"، والسبب الثاني هو أن الأطباء باتوا يتعاملون مع حالات الإصابة بنزلات البرد على أنها اشتباه كورونا، ما يدفعهم إلى كتابة روشتات علاج خاصة بـ"كوفيد-19"، ما زاد معه معدل استخدام الأدوية، وفق ما يقول رئيس شعبة الأدوية بغرفة القاهرة التجارية.
اللجوء إلى تخزين الأدوية، يذكره محمد طه، الصيدلي بأحد سلال الصيدليات في حي المطرية، يقول إن معدلات الإقبال على شراء الأدوية زادت عن الفترة الماضية، لكنها لم تصل بعد مثلما كان الحال عليه في ذروة الموجة الأولى، كذا يُشير إلى زيادة معدلات شراء مواد التطهير والتعقيم والوقاية، سواء كمامات طبية أو معقمات اليدين، "من منتصف شهر أغسطس تقريباً محدش كان بيطلبها إلا قليل، لكن دلوقت كله بقى يشتري كمامات وأدوات وقاية"، يوضح طه.
في أغسطس الماضي، قالت غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات إن معدلات الطلب على الأدوية والفيتامينات ومستلزمات الوقاية المرتبطة بفيروس كورونا تراجعت خلال يوليو الماضي مع تباطؤ حدة انتشار المرض، لافتةً إلى الطلب على الفيتامينات والمضادات الحيوية، حيث انخفض إلى أكثر من 50%، كما تراجع الطلب على الماسكات والقفازات الطبية بنسبة 30%، وعلى أجهزة قياس الحرارة بنسبة 70%.
يُبدي الصيدلي قلقاً من حدوث نقص في الصيدليات، في الأدوية المرتبطة ببروتوكول علاج "كوفيد-19"، يقول "الصيدليات دلوقتي بيدخلها أعداد كبيرة تطلب علاجات كورونا، والإقبال لدينا كبير جداً على أدوية السعال وخوافض الحرارة والفيتامينات، الناس بتشتريها بكميات كبيرة جداً". يتفق معه مايكل سامي، صيدلي، قائلاً إنه لا يوجد نقص في الأدوية حالياً، مثلما كان الحال في ذروة الموجة الأولى، لكن مع زيادة الطلب على شراءها مؤخراً يأمل ألا تشهد نقصاً من جديد.
لكنّ رغم ذلك، يعتقد طه أن شركات الأدوية أنتجت كميات كبيرة، حتى لا يتكرر ما حدث ونشهد نقصاً في الأدوية مرة أخرى. يؤكد ذلك الدكتور علي عوف، قائلاً إنه بات الآن عدة شركات تنتج أدوية بروتوكول علاج كورونا وبدائلها "تم إنتاج الأدوية اللي كان فيها نقص، وكان فيه متابعة للمواد الخام والمخزون وكان فيه استيراد من الهند والصين كميات لأننا قلنا إن احتمال كبير جدا الهند والصين تقفل مع دخول الموجة الثانية، بالتالي كان لازم قبل 9 يكون عندنا مخزون يكفينا لمدة سنة"، لذا لا يعتقد عوف إمكانية تكرار حدوث نقص في الأدوية.
يشرح عوف أن فيتامين سي على سبيل المثال، كانت هناك 4 شركات فقط تنتجه، في فترة الموجة الأولى، لكن الآن "تُنتجه نحو 30 شركة، وصار لدينا مخزون كبير"، وفق ما يقول رئيس شعبة الأدوية بغرفة القاهرة التجارية.
فيديو قد يعجبك: