إعلان

بين صاحب مصنع وعُمال مصريين.. كيف تأثرت خطوط إنتاج الكمامات بفيروس "كورونا"؟

03:35 م الأربعاء 05 فبراير 2020

فيروس كورونا

كتبت-دعاء الفولي:

بين أصوات الماكينات ومتابعة الأخبار يستمر يوم ندى سعد. منذ علمت الفتاة العاملة بمصنع "ميدي لاين" للكمامات الطبية بانتشار فيروس كورونا أصابها الخوف، باتت تسأل وتتقصى عن الأمر، أصبح العمل ضاغطا مع تضاعف إنتاج المصنع عقب أزمة الكمامات التي لاحت قبل أيام.

مطلع العام الجاري تفشت سلاسة جديدة لـ"كورونا" من مدينة ووهان الصينية، قضى الفيروس إلى الآن على 425 شخصا، وأصاب حوالي 20620 شخص بدول مختلفة، أكثرهم داخل الصين.

قبل الحدث الأخير، كانت الصين المصدر الأول في العالم للكمامات الطبية "عددهم الضخم وتفوقهم في المجال كان بيخلي دايما عندهم قدرة كبيرة على الإنتاج"، حسبما يقول أحمد المسلمي، المدير التنفيذي لشركة "ميدي لاين" للمستلزمات الطبية، وعضو شعبة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية.

لم يكن اعتماد مصر دائم على الصين، فهناك 8 مصانع لديها خطوط لإنتاج الكمامات، منها مصنع المسلمي، لكن تأتي الأزمة من استيراد المواد الخام من الصين "وبيتم تجميعها في مصر"، ذلك ما يجعل عدد المصانع والإنتاج قليل "لأنه مش كسبان كتير.. والأسهل بيكون استيراد الكمامة على بعضها"، حسب قول المسلمي.

"كورونا" لم يُفرز فقط أزمة الكمامات، بل الغش التجاري، حسب تعبير المسلمي "كنا بنكتشف ناس بتبيع كمامات غلط بس ده زاد الفترة الحالية أكتر"، يشرح عضو شعبة المستلزمات مكونات الكمامة الطبية المنضبطة، التي تتكون عادة من 3 طبقات، الأولى والأخيرة من مادة تُشبه المناديل الورقية، فيما تكون الطبقة الوسطى مُكونة من مادة ""non woven.

"النون ووفن نسيج غير منسوج.. مش معمول من القطن والقماش لكن من لحاء أنواع من الشجر... بيتطحن ويتعجن بطريقة معينة وبيكون مادة صحية"، تقوم المادة بدور الفيلتر، تُنقي الهواء الداخل للمستخدم ولا تسمح بخروجه، يقول المسلمي إن نسبة حمايتها من نقل الأمراض قد تصل لـ90 % إذا ما تمتعت بجودة عالية "لكن اللي بنشوفه حاليا هو كمامات محطوط فيها مناديل ورق.. حتى لو فيها10 طبقات فهي ملهاش لزمة"، تطورت طبيعة الكمامات عبر الوقت، بات فيها عشرات الأنواع "حسب مهنة الشخص أو هو بيتعامل مع إيه"، لكن الكمامات التي يستخدمها الجراحون والأطباء هي الأفضل للمستهلك العادي.

في المقابل، يقول محمد إسماعيل، رئيس شعبة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية، إن التكالب على شراء الكمامات يجب أن يرتبط بالفهم "لأن الكمامة لا تقي تماما من المرض"، لكن ما يفعل ذلك هو ماسك الـn 95، إلا أنه نادر وسعره مرتفع "بيوصل الواحدلـ2000 دولار"، موضحا لمصراوي أن معظم خطوط الإنتاج المصرية شبه متوقفة عن العمل عقب 2015، حين انتشرت إنفلونزا الخنازير، ذلك أيضا ما يؤكده المسلمي، مضيفا "للأسف لو الصين رجعت تشتغل بقية مصانع العالم هتقلل الإنتاج جدا.. وده غلط".

75% هي الزيادة التي لحقت بخط إنتاج مصنع "ميدي لاين"، كما يقول مصطفى زكريا أحد المهندسين هناك.

يعمل مصطفى بالمجال الطبي منذ 15 عاما، مرت به أحداث شبيهة "لكن مكنش فيه حاجة شديدة زي كورونا"، يذكر المهندس أنه وقت فيروس سارس كان الأمر تحت السيطرة، لم تضطر المصانع المصرية لمضاعفة الإنتاج ولم تتأثر السوق، بينما ارتفعت حاليا أسعار الكمامات الطبية "العلبة اللي فيها 50 قطعة بدل 30 جنيه بقت بتتباع بستين جنيه".

لا يشعر المسلمي بالراحة تجاه رفع الأسعار في ظل الأزمة "شيء سيء إننا منكونش عارفين نوفر احتياج الناس.. لكن المشكلة إننا كنا بنستورد الخامات من الصين واضطرينا نروح لأماكن بديلة زي تركيا وكندا"، ما يرفع سعر الخامات نفسها، يقول المسلمي إن الكمامات من المستلزمات الموضوعة على الخريطة الاستثمارية في مصر "وفي اتجاه إننا نزود انتاجها عشان لو حصل أي أزمات".

تُشرف ندى-العاملة بالمصنع- على ماكينة "ألترا سونيك" واحدة، وعاملين اثنين، تقوم وظيفتها على التأكد من جودة المنتج، تبدأ يومها عادة بفحص أول كمامة "بتأكد إن الطبقة اللي في النص مضبوطة.. الأستك بتاع الكمامة موجود، والسلك الداخلي اللي بيخليها مترابطة موجود"، تُنتج الماكينة الواحدة 30 كمامة في الدقيقة، بينما ارتفع العدد إلى 50 كمامة عقب تفشي كورونا.

يرتدي مصطفى وندى الكمامات خلال عملهما أيضا، فيما يتبع الـ16 عاملا الموجودين بخط الإنتاج إجراءات الوقاية بصورة أوسع خلال الفترة الحالية، والتي تبدأ من غسل الأيدي كل فترة، مرورا باستبدال الكمامات أكثر من مرة يوميا.

يتواصل المسلمي بشكل دائم مع المصريين المتخصصين في المستلزمات الطبية داخل الصين "المصانع متوقفة عن العمل تماما"، خاصة وأنه مع بدء تفشي الفيروس كانت الدولة في إجازة عيد الربيع "فمكنش عندهم مخزون ضخم".

يأمل المسلمي ألا يقترب الفيروس من مصر، لكن رغم كل شيء يرفض تماما فكرة تصدير الإنتاج للصين حتى ولو بسعر مرتفع "لأنه إحنا أولى بيها تحسبا لأي حاجة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان