"مسَّاحة لكل متضرر".. أمطار "منخفض التنين" تنعش بيع أدوات نزح المياه

كتب- عبدالله عويس:

بدا المشهد كما لو كان لكل مواطن ممسحة، ولكل صغير وكببر دور، إذ احتلت المشهد الأبرز لأمطار الخميس وتوابعه. ما بين الجد وقليل من الهزل، وخوفا من أثر المياه، وقف الرجال إلى جانب النساء على أسطح المنازل وأمام البيوت وفي الطرقات لدفع المياه إلى بالوعات الصرف. وداخل كل بيت كان العمل بالتناوب، يرتاح قليلون ويعمل آخرون. بينما كان باعة «المسَّاحات» يبحثون عن كميات أكبر بعد سحبها سريعا من المحال.

كانت المياه تتجمع فوق سقف منزل صلاح عيد، وكانت زوجته الأسرع إلى الصعود، لدفع المياه عن السقف، وحين اشتد المطر انضم لها زوجها وابنها سريعا، على أن ذلك الموقف الصعب، لم يخل من مزاح: «وقعت في المياه وغيرت هدومي أكتر من مرة» يحكي الرجل الذي لم يجد في بيته سوى ممسحة واحدة لم تكن تكفي لذلك العمل الذي امتد لساعات، فاشترى عددا منها من متجر قريب من منزله: «بس اللي ضحكني لما السقف قعدنا ننشفه من فوق، نزلنا لقينا السقف بيخر مياه».

في أحد شوارع شبرا، كانت المياه تغمر الشوارع، التي وضع المواطنون فيها حجارة للمشي فوقها، وكان الكثيرون يدفعون المياه لبالوعات الصرف، على أمل ألا تغلق الشوارع أكثر من ذلك: «أنا كسرت مساحات كتير النهاردة، وكل شوية مراتي تزعقلي، آخر ما زهقت سبتلها الشغل» يحكي مينا وصيف وعلى وجهه ابتسامة، بينما ينظر للشارع حوله، فبرأيه كأن شيئا لم يكن والمياه ما تزال في الشارع كما هي. واشترى الشاب لأسرته 5 مساحات في ذلك اليوم. وكان العمل داخل كل منزل بالتناوب.

على مقربة منه كان أحد الباعة يعرض عددا كبيرا من المساحات خارج المحل، لتجذب أنظار المارة، سعر الواحدة منها يبدأ من 15 إلى 25 جنيها، واشترى بنفسه عددا كبيرا منها قبل الأمطار التي عرف عنها من خلال الأرصاد وتحذيرات الجهات الحكومية: «فعرفت إن في شغل كتير على المساحات لكن مكنتش أعرف إن هيبقى في سحب كده» باع سمير كارم 30 مساحة خلال 12 ساعة فحسب، بينما كانت العصي، أكثر من ذلك فهي أكثر عرضة للكسر، وثمن الواحدة لديه 5 جنيهات: «وأهو ده رزق المطرة». قالها بينما كان عشرات ملاك المحال والمقاهي والورش يدفعون المياه، قبل أن يحدثهم بلهجة ساخرة: «يا رب تتكسر عشان تنفعوني».

اقرأ أيضًا:

منخفض التنين يضرب مصر.. موجة الطقس السيئ لحظة بلحظة (تغطية خاصة)​