بعد إجلائه من "ووهان".. مصراوي يحاور مصريًا متواجدًا بمدينة الإنسانية الإماراتية
كتب - محمد مهدي:
ليالٍ ثقيلة عاشها الدكتور أحمد إسماعيل، مدرس الفيروسات بإحدى جامعات "ووهان" الصينية، حينما لم يتمكن من مغادرة الصين لارتفاع درجة حرارته في فبراير الماضي، تاركًا أسرته تستقل الطائرة التي خصصتها الرئاسة المصرية لنقل عشرات المصريين العالقين من بؤرة انتشار فيروس "كورونا"، سيناريوهات كثيرة مرت على عقله، وسط مساندة من السفارة المصرية "السفير وعدني إنه هيتم نقلي في أقرب فُرصة ممكنة" ظل يحلم بتلك الخطوة لنحو شهر قبل أن تتحول إلى حقيقة باستيقاظه هذا الصباح داخل مدينة الإنسانية بأبوظبي "وصلنا إمبارح الإمارات، سعيد إني خرجت أخيرًا من (ووهان)" يقولها إسماعيل بسعادة.
على مدار شهر كان إسماعيل يستقبل اتصالا هاتفيًا من الدكتور محمد البدري سفير مصر في الصين للاطمئنان عليه- على حد قوله- قضى أيامه في "ووهان" يتابع حالة أسرته التي نُقلت إلى حجر صحي في مرسى مطروح، وباقي العائلات الأخرى كونه أحد المسؤولين عن إجلائهم، منتظرًا الحصول على فُرصة جديدة للخروج من مصدر انتشار فيروس كورونا "لحد من أسبوعين عرفنا إن الأخوة السودانيين واليمنيين هيتم إجلاؤهم عن طريق الإمارات" ضمن مبادرة من الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، لإجلاء مواطني عدد من الدول إلى الإمارات، تواصلت السفارة معه وجرى التنسيق من أجل نقله رفقة اثنين آخرين إلى المدينة الإنسانية "وقبل السفر بـ 3 أيام اتبلغنا إننا نبقى مستعدين للمغادرة".
في الوقت المُحدد للمغادرة، وفرت السفارة المصرية في الصين سيارة خاصة ليستقلها "إسماعيل" رفقة اثنين مصريين إلى المطار، كان شبح تكرار ما جرى في فبراير يحوم في الأفق "بس الحمد لله اخحنا صحتنا كويسة وغير مصابين بالفيروس، فصعب الصين تمنعنا من الخروج" وصلوا إلى المطار كانت في انتظارهم طائرة خاصة من الإمارات، مزودة بخدمات طبية وفريق للتعامل مع العائدين من الصين وعددهم 215 شخصًا من دول مختلفة، جرى إنهاء إجراءات السفر، دلفوا تجاه مقاعدهم، شعر مدرس الفيروسات المصري بالراحة بينما تنسحب الطائرة من سماء الصين، تنفس الصعداء، ارتسمت ابتسامة على وجهه كانت قد غادرته منذ فترة طويلة.
منذ اللحظة الأولى لهبوط الطائرة في مطار أبوظبي الدولي؛ شعر "إسماعيل" بحفاوة الاستقبال"معاملة محترمة، وبيوفروا أي شيء محتاجينه" خضعوا لفحوصات طبية قبل نقلهم إلى مدينة الإنسانية في أبوظبي، التي تم تجهيزها خلال 48 ساعات، لتستوعب أكثر من ألف شخص، فيما يتابع السفير المصري في الإمارات "شريف البديوي" تحركاتهم "بلغنا إنه هيتواصل معانا دايمًا عشان لو عندنا أي طلبات" ثم جاءت الخطوة الأخيرة عند دخول الحجر الصحي المُخصص لهم "مكان مُجهز على أعلى مستوى".
المكان أشبه بفندق كبير- كما يصف إسماعيل- الغرف مُجهزة بكافة الاحتياجات الأساسية "كل واحد له غرفة فيها تلفزيون وإنترنت" كما يوجد ملعب رياضي وسط المدينة "بنتحرك بحرية في المكان بس من غير اختلاط" تم إبلاغهم بوجود عيادات طبية متوفر بها كافة المعدات، وأيضًا وسائل ترفيه في حالة شعورهم بالملل، فضلًا عن المرور عليهم 3 مرات يوميًا لتسليمهم وجبات الإفطار والغداء والعشاء، فيما حصل الفريق الطبي في المدينة الإنسانية على عينات من الجميع "عشان تحليلها ويتعرفوا لو حد مصاب بكورونا أم لا" وقياس درجة حرارتهم بصورة دورية.
أخيرًا اطمأن قلب "إسماعيل" بعد فترة عصيبة مرت عليه ببطء "أول حاجة عملتها إني كلمت أسرتي أطمنهم عليا وأعرف أخبارهم" لا يعلم إلى متى سيبقى داخل المدينة الإنسانية بالإمارات "السلطات هنا هي المسؤولة عن تحديد ميعاد رجعونا لبلادنا، واحنا واثقين في قرارتها" يشعر الرجل الثلاثيني بالفخر من موقف الرئاسة والحكومة المصرية تجاه المصريين في ووهان الصينية "وطبعًا بنشكر أهلنا في الإمارات على دعمهم وموقفهم النبيل معانا" فيما يتمنى أن ينتهي كابوس "كورونا" في الصين قريبًا "على يقين إنها هتنجح في القضاء على الفيروس.
فيديو قد يعجبك: