لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"فن أونلاين".. مبادرة طبيب لمواجهة "كورونا"

11:32 ص الثلاثاء 07 أبريل 2020

زياد المصري

كتب - محمد زكريا:

في جنوب سيناء، لم يتخلف يوما عن واجبه، ككل الأطباء، يخوض زياد المصري، حربا شرسة ضد فيروس مستجد، لم يوُجِد العالم علاجا له إلى الآن، غير أن الشاب يجد في الحرص على السلامة النفسية، والتي نال منها الوباء بالخوف والتباعد الاجتماعي، أهمية لا تقل عن الجسدية التي يصيبها المرض في الرئة، ليجد الشاب بعضا من الحل في مبادرة اسماها: "فن أونلاين".

1

في مدينة دهب، يدير زياد المصري الطبيب البشري مستشفى خاص، وداخلها يُجري يوميا عشرات المسحات عن مرض "كوفيد-19"، فيما يربطه بالفن أكثر ما يربطه بعالم الطب، يملك الشاب شركة إنتاج، ويدرس في معهد السينما، كما يخترق عالم السيناريو، وله مؤلفات، لذا أراد أن يزيد على مساهمته الطبية في ظل أزمة كورونا، أخرى فنية، ليعرض فكرة مبادرته على صفحته بفيسبوك، والتي لاقت قبولا وتشجيعا من أصدقاءه، فيبدأ في تنفيذها.

3

"من خلال فن أونلاين، بكتب فكرة الحلقة للناس اللي قررت تشاركني العمل، وكل واحد يصور في بيته الجزء اللي يخصه، وده مبيحتاجش غير كاميرا موبايل"، يحكي المصري.

الحلقة الأولى، قامت على تقديم الدعم لإيطاليا، والذي أصاب الفيروس ما يزيد على 128 ألف شخص بها، تعافى منهم ما يقرب من 22 ألف شخص، وأودى بحياة أكثر من 15 ألف شخص، "وصلنا فيديوهات من مصريين في أكتر من دولة، بيقولوا كلمات دعم لإيطاليا بلغات مختلفة، زي خليكي قوية وكلنا بنصلي من أجلك"، ليتم إنتاج الفيديو ونشره على صفحة المصري على فيسبوك.

منذ بدء أزمة كورونا، حيث أصاب الفيروس في مصر 1322 شخصا، من ضمنهم 259 حالة تم شُفيت وخرجت من مستشفى العزل، و 85 حالة وفاة، حتى مساء يوم الاثنين، لاحظ الطبيب "أن حالة أصحابي النفسية في النازل، وأغلبهم فنانين"، ليتواصل مع عددا منهم، ويعرض عليهم فكرته "قولتلهم إحنا نقدر نخرج من الاكتئاب ده بأننا نعمل فن، يدعم الناس نفسيا ويوعيهم بشكل دمه خفيف".

4

لاقت فكرة الشاب استحسان عددا من الفنانين، كريهام عبدالغفور وحنان مطاوع ومصطفى خاطر، ليرسلوا له مقاطع مصورة فيها رسالة دعم للأطباء، وهو موضوع حلقته الثانية، المنتظر نشرها على متابعيه في الأيام المقبلة "الموضوع يمكن مياخدش منهم وقت كبير ولا مجهود، لكن رأيي أن دور الفنانيين لا يقل أهمية عن دور الدكاترة اللي واقفين بيحاربوا في المستشفيات"، مستشهدا الطبيب بدور أم كلثوم وعبدالحليم حافظ في وقت خاضت فيه مصر حروبا ضد إسرائيل.

كونه طبيب، يشتبك يوميا مع عشرات المشتبه بإصابتهم بكورونا، يلتمس المصري العذر للـ"الدكتور اللي نفسيته بتسوء، واللي حتى ممكن يقرر ميغامرش ويخاطر بحياته، في ظل الظروف الصحية دي والمادية اللي متتناسبش مع دور الطبيب في المجتمع"، لكنه أكثر ما يقدر هذا الدور في تلك المرحلة المفصلية "وعشان كده لازم يحسوا أننا مقدرين مجهوداتهم، وأننا حافظين جميلهم وبندعمهم، عشان ميسبوش الصفوف الأولى في المعركة ويرجعوا".

2

إلى الآن ينشر المصري حلقاته على صفحته بفيسبوك، "مفكرتش من البداية أعمل قناة على يوتيوب عشان ميتفهمش أني بعمل ده لمقابل مادي"، لكن تداعي الأفكار لحلقات أخرى إلى عقله، تعيده إلى التفكير في الأمر "عشان يبقى في مكان يجمع الشغل ده، ويوصل لعدد أكبر من الناس".

يعمل المصري الآن على حلقات أخرى، "في دماغي فكرة حواديت للأطفال عن الكورونا توعي الأطفال بشكل لطيف يشدهم، وبفكر في سلسلة اسميها يوميات كورونا نمثل فيها شخصيات في الأزمة؛ المتفائل والمتشائم والفتاي.. وهكذا".

ثمة صعوبات تتمثل في التواصل عن بعد "كل واحد بيمثل في بيته، فبتاخد وقت إنك توَصّل كل واحد للأداء اللي أنت عايزه، وتخلي المقاطع لما تتحط جنب بعض تكمل بعض، وميبنش أن أجوائها مختلفة أو متصورة بمعزل عن بعض، فالمشهد الـ5 ثواني ممكن ياخد معاك نص ساعة شغل، عشان تتأكد أن الإضاءة وزاوية الكاميرا مناسبة، بعدها المقاطع دي تتقطع وتتلون وتتمكسج".

يخطط الطبيب أن ينشر حلقة كل أسبوع، آملا أن يسهم "فن أونلاين" في تخفيف ما يضيفه "كورونا" من ثقل على الأنفس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان