صورة "المنسي" على مبنى قصفه الاحتلال.. حين أقيم عزاء لأبطال مصر في غزة
كتبت-إشراق أحمد:
منذ أول أمس وتتداول الصور والحكايات عن قائد الصاعقة الراحل أحمد صابر المنسي والكتيبة 103، جسدت الحلقة 27 من مسلسل الاختيار المعركة التي بذل فيها 17 من أبناء الجيش المصري أرواحهم، أعاد العرض تفاصيل انقضى عليها 3 أعوام لكنها حضرت لتُروى كأنما وقعت اليوم. لم تقتصر الذكرى على ربوع مصر، بل امتدت إلى الجوار، تحديدًا غرب مدينة غزة الفلسطينية، عند مبنى حمل يومًا صورة عملاقة للشهيد "المنسي".
بالأمس انتشرت صورة لعقيد أركان الحرب أحمد المنسي بينما تغطي مبنى كبير، وكتب عليها "خير أجناد الأرض.. تحيا مصر". دارت اللقطة المصورة في غزة على مواقع التواصل الاجتماعي، وألحق بها التعليقات المشيرة إلى أنها علقت عقب عرض المسلسل التليفزيوني، فيما كان ناصر شعشاعة نشرها قبل ثلاثة أعوام وقت وضعها، وأعاد نشرها عقب رؤيته حلقة "الاستشهاد" ولم يتخيل أن تحظى بهذا الانتشار كما يقول لمصراوي"نشرتها لأننا بنعاني دائمًا من وجود شهداء عنا وبنعرف قد إيه عائلات الشهداء بتعاني".
حتى الآن مازال شعشاعة يستقبل التساؤل "هو صحيح الصورة في غزة؟"، يتولى الشاب العشريني التأكيد والتصحيح أنها كانت عام 2017 عقب الهجوم الإرهابي على مربع البرث، دون أن ينسى إخبارهم بما جد على المبنى "كان لمؤسسة ثقافية قصفها الاحتلال الإسرائيلي عام 2018".
مبنى مؤسسة المسحال للثقافة والعلوم هو الذي حمل صورة "المنسي" بعد يوم من رحيله. كان يضم في الطابق الخامس منه مكتب للجالية المصرية في غزة، وإليه يرجع المبادرة بتعليق الصورة، إذ أقيم عزاء في الثامن من يوليو 2017 لأبطال الجيش المصري. يحكي سمير المسحال مدير المؤسسة لمصراوي "كان مقترح من عادل عبد الرحمن رئيس الجالية بعمل بيت عزاء وإعلان التضامن مع مصر"، وعلق حينها الملصق الضخم ليغطي 4 طوابق من المبنى.
لبى الدعوة صفوف من الفلسطينيين، اجتمعوا بالطابق الأول للمبنى وخارجه "يومها غزة تقريبًا كلها جت.. الفصائل الفلسطينية ومواطنيين عاديين، حضر المسؤول السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيه، ونواب حركة فتح وكبار العشائر في غزة. كان حدثًا لم يجرى قبلاً لكنه بات عهدًا بعد ذلك كما يقول المسحال "في حادث الروضة بنفس العام استقبلت المؤسسة العزاء في شهداء المسجد"، كان فتح أبواب المؤسسة للتضامن مع ما يجري في مصر بمثابة حبل وصال من الفلسطينيين مع مصاب المصريين.
لا يتابع المسحال الأعمال التليفزيونية في رمضان، لكنه تفاجأ باتصال من أبنائه المقيمين خارج غزة، يخبرونه بأمر الصورة المنتشرة لـ"المنسى" على مبنى المؤسسة. شيء من الفرحة أصاب الرجل الخمسيني، أعادت له اللقطة ما كان "قد إيه شاركنا لسنين في أحداث حزن وفرح مهمة"، مسه اللطف بعد أعوام من المصاب الملازم له منذ قصف الاحتلال الإسرائيلي المكان الذي يعد أكبر مركز ثقافي في غزة.
في التاسع من أغسطس 2018 قصف الطيران الإسرائيلي مبنى المسحال بزعم أنه تابع لحركة حماس، رغم أن مؤسس المكان كان أحد قادة حركة فتح. تساوت الطوابق الستة بالأرض في لحظات، بما فيهم مكتب الجالية المصرية. فُقدت الكثير من الذكريات ضمتها المؤسسة، ولم يبق سوى القليل من الصور حال لقطة "المنسى"، كما كان العلم المصري الموضوع على نافذة مكتب الجالية، آخر ما تبقى من المبنى بعد قصفه.
سعد المسحال بأمر الصورة، بالنسبة له لم تكن تُذكر فقط بسيرة بطل في حادث مهم، بل بالمكان الذي بات ركامًا، فيما كان يضم أحلام العديد من الشباب ومقاومة للعدو، ومحبة لمصر يحرص أهل غزة على إعلانها في كل مناسبة ممكنة.
لم تلق صورة "المنسي" في غزة حين نشرها شعشاعة قبل ثلاثة أعوام مثل ذلك التفاعل الجاري الآن، يرى الشاب الذي أقيم في مصر لنحو 5 أعوام أن لمسلسل الاختيار أثر في هذا "الناس شافت بعنيها اللي بيحصل في سيناء". كان أغلب ما تلقاه طالب الطب من المصريين، استقبل تعليقات يصفها بـالمبهجة، منها ما يدعو لأهل فلسطين بالنصر وفك الحصار، كأنما جاءت سيرة قائد الصاعقة لتذكر بالأراضي المحتلة، لهذا علق شعشاعة حينما أعاد نشر اللقطة بـ"عدونا وعدوكم واحد".
أقرأ أيضًا:
علم مصر وتذكرة حفل.. ما تبقى من مؤسسة ثقافية فلسطينية قصفها الاحتلال
فيديو قد يعجبك: