إعلان

صورة وحكاية (30)- احتراق بترول الكويت خلال الغزو العراقي

11:30 م الأحد 31 مايو 2020

احتراق بئر بترول خلال الغزو العراقي للكويت

كتب- محمد مهدي:

على أصوات دبابات القوات العراقية استيقظ الناس بدولة الكويت، في أغسطس 1990، صدمة وارتباك داخل أروقة السلطة وفي الشوارع والبيوت، غزو غاشم من جيران تحولوا في لحظات إلى محتلين، بينما تعلو ضحكات "صدام حسين" الواثقة في انتصاره المُزيف وهو يتلو البيانات العسكرية للعالم، لتقف مصر ضمن عدد من الدول بجانب الكويت وتُرسل قوات مسلحة لنجدتها في "حرب الخليج الثانية" فيما يرد "صدام" بإحراق آبار النفط الكويتية، وهو ما رصده المصور الصحفي "حسام دياب" خلال تواجده بأرض المعركة.

بعد تخطي المفاجأة تدفقت القوات المصرية على الكويت ضمن عدد من الدول الآخرى، في محاولة لتحرير الدولة المُحتلة، على مراحل عدة، وكان "دياب" رفقة القوات التي وصلت إلى الكويت في فبراير 1991، يتحرك بعدسته موثقًا الأحداث "صورت الحرب، لكن كنت مهتم بالجانب الإنساني واللي بيحصل جوه البلد بعد تدميرها" أمر صدام حسين قواته بتدمير آبار النفط في أنحاء الكويت، أشعلوا الحرائق في 732 بئر نفطي "دا اتسبب في تلوث كبير سواء في الجو أو المياه الجوفية أو مياه الخليج".

مأساة عاشتها الكويت لأشهر، القوات المصرية جنبًا إلى القوات الآخرى تستعيد الآرض لأهلها، فيما يعاني الناس من آثار الدخان الممتد لعنان السماء، وقلة المياة الجيدة بعد تلوث الآبار الجوفية "صورت مخيمات كانوا قاعدين فيها بينتظروا المايه الحلوة بتيجي في عربيات وصهاريج، فترة صعبة معتقدش الناس عاشتها قبل كدا" حاول "دياب" رصد الأوضاع القاسية وفداحة جرائم العراقيين، يتجول هنا وهناك للتوثيق "وأنا في منطقة الأحمدي، عرفت إن أكبر بير بترول هناك مشتعل، قررت أروح وأصور".

على بُعد أمتار من البئر المُحترق وقف "دياب" لم يتمكن من الاقتراب أكثر من ذلك، نيران هائلة أمامه، لا تتوقف أو تخفت، حرارتها تصل إلى جسده، ودخانها يُغطي الأنحاء، خسائر ضخمة تتكبدها الكويت، حيث تفقد يوميًا من 4 إلى 6 ملايين برميل نفطي-حينذاك- يبدو ذلك جليًا على وجه أهالي أبناء الدولة المُحتلة، بينما ينظر لحسرة إلى البئر، يتجه نحو المصور المصري، يلتقط عدة صور لتلك اللحظة المشهودة، الدالة على تجربة لا تتكرر كثيرًا في تاريخ الدول "كان بيندب الحظ على البير وبيسأل إمتى الحياة ترجع تاني زي الأول؟" جاءت الإجابة خلال أشهر قليلة.

1

بعد تحرير الكويت على يد القوات الشقيقة، اُعتبرت جريمة حرق الآبار هي الغصة الأكبر، طرحت السلطات حينها خطط عديدة لحل الأزمة، خاصة مع تأثر الدول المجاورة بالأمر وظهور مشاكل بيئية، لذلك استعانت الكويت بعدد من الشركات الأجنبية رفقة رجال الإطفال الكويتين"الأخبار قالت وقتها إن إطفاء الحرايق هيأخد سنين طويلة" لم تكن تلك الخطط مُرضية، دفعوا بمزيد من الشركات والعمال حتى تمكنوا من إطفاء أخر بئر في 6 نوفمبر 1991 وسط احتفالية وفرحة بانتهاء الغمة.

أقرأ أيضًا:

صورة وحكاية.. جولة عبر الزمن بعدسة المصور "حسام دياب"

صورة وحكاية (1)- خروج آخر جندي إسرائيلي من رفح

صورة وحكاية (2)-"البابا شنودة" داخل ملاذه الروحي ومستقره الأخير

صورة وحكاية (3).. "كوباية شاي".. الطلب الأخير لقاتل قبل إعدامه

صورة وحكاية (4) في الصعيد الجواني.. مغامرة الأطفال مع قطار القصب

صورة وحكاية (5).. الغرفة 441 وأيام "الحكيم" الأخيرة

صورة وحكاية (6).. ضحايا النزاع: طفل فلسطيني يحمل سلاحًا أكبر منه

صورة وحكاية (7)- من منزله .. جلسات الشيخ "الشعراوي" مع مريديه

صورة وحكاية (8) معسكر المنتخب أفريقيا 96.. تراويح وقرآن بعد التمرين

صورة وحكاية (9).. لأجل القدس أُصل

صورة وحكاية (10)- هدف ببطولة إفريقية.. الأهلي لم يركع في "رادس"

صورة وحكاية (11)- في قلب الصحراء الغربية.. أسطورة واحة الجارة

صورة وحكاية (12).. أيام الضحك والبكاء في مسرح "الزعيم"

صورة وحكاية (13)- بعيدًا عن صخب العاصمة.. يوم في حياة فلاحة مصرية

صورة وحكاية (14)- في سيناء.. أسلحة إسرائيلية مُدمرة شاهدة على النصر

صورة وحكاية (15)- العالم الخاص لأسامة أنور عكاشة

صورة وحكاية (16)- بعيدًا عن الكرة .. وجه آخر لـ "صالح سليم"

صورة وحكاية (17)- في قبيلة "العبابدة".. نسخ القرآن على ألواح خشبية

صورة وحكاية (18)- يوجا و"تمارين" على البحر.. الرياضة في حياة "يحيى الفخراني"

صورة وحكاية (19)- في ساحة الفنا.. حكاية "سقّاء" مراكش

صورة وحكاية (20)- "مدد مدد" لمحمد نوح.. من الحرب إلى مباريات الكرة

صورة وحكاية (21)- لحظة ميلاد "الفرح" في سجن النساء

صورة وحكاية (22)- في أبو رواش.. صداقة مع "الثعابين" منذ الصغر

صورة وحكاية (23)- في الخليل.. "الشباك" بوابة المنزل بسبب الاحتلال

صورة وحكاية (24)- في شوارع "بولاق الدكرور".. عاطف الطيب يستعيد ذكريات الطفولة

صورة وحكاية (25)- الأزهر الشريف في قلب أفريقيا.. أقدم بعثة تعليمية في الصومال

صورة وحكاية (26)- في مخيمات "كسلا".. حينما ضربت مجاعة قاسية القارة السمراء

صورة وحكاية (27)-"وِرد" ونظرة.. طقوس "المهندس" قبل العروض المسرحية

صورة وحكاية (28) حينما وجد "الأبنودي" سعادته في "الضبعية"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان