على باب السيدة نفيسة.. كورونا يحرم الـ"عشمانين" من صلاة العيد
كتبت-دعاء الفولي:
تصوير-علاء أحمد:
فجر اليوم، استعدت أسرة إيناس عبدالله لصلاة العيد، تحركت السيدة الأربعينية من منزلها في اتجاه مسجد السيدة نفيسة رفقة عدد من أقربائها، حين اقتربوا من بوابات المسجد "قالولنا ممنوع والعدد جوة هيكون قليل"، إحباط ألمّ بالسيدة، قبل أن تأتيها فكرة؛ ركنت السيارة بجانب الحواجز الخارجية، أدارت المذياع على إذاعة القرآن الكريم التي تنقل الصلاة من داخل المسجد، باتت سيارتها قِبلة لمن أتوا للمسجد ولم يستطيعوا الدخول، يسمعون من خلالها ما يجري بالداخل.
كانت وزارة الأوقاف أعلنت نقل شعائر صلاة عيد الأضحى من داخل مسجد السيدة نفيسة بعدد محدود من المصلين، غير أن ذلك لم يمنع بعض الأسر من الذهاب للمسجد، لعلهم يجدون مكانا في رحابه.
كانت إيناس تعلم أن احتمالية دخول المسجد ضعيفة "أصل لو سمحوا لواحد هيسمحوا لمية"، لم تبتغِ الأم تضييع فرصة الاستمتاع بأجواء العيد على أبنائها "هما ملهمش ذنب في اللي احنا فيه"، لذا ما أن يأست من دخول المسجد، حتى حوّلت سيارتها لكافتيريا صغيرة "جايبة معايا شاي وقهوة.. هنقعد شوية نسمع الخطبة ونمشي".
لم تكن تلك حال إيناس فقط، اصطحب وليد محمد والدته وزوجته وبناته إلى هناك، قبل أن يصطدموا بواقع غلق المسجد، وعندما أيقن بصعوبة الدخول، نفّذ خطة بديلة؛ فرش سجاجيد الصلاة على الأرض وجلس رفقة عائلته يستمعون لراديو سيارة إيناس، وحينما اُقيمت الصلاة، صلى الأب بهم جماعة "مش هنبقى جينا على الفاضي".
اعتادت الأسرة صلاة العيدين داخل السيدة نفيسة "ساكنين هنا في مصر القديمة" حسبما يقول وليد. ظن الأب أن الساحة المتسعة للمسجد ستُفتح للمصلين "قريت كدة على فيسبوك"، ورغم عدم تأكده من المعلومة "بس الصراحة الواحدة ما صدق يخرج.. كفاية العيد الصغير قعدنا في البيت".
مع إعلان بدء الصلاة، تراص العشرات خارج ساحة المسجد العتيق، صلت كل أسرة على حدة، فيما كان كارم إبراهيم بمفرده، أتى من فيصل على أمل دخول المسجد "لما ملقتش حد أصلي وراه صليت لوحدي.. بس متضايق إني قدام المسجد ومش قادر أطوله"، إذ قرر الشاب صباحا عدم اصطحاب أحد من أسرته لتسهيل الدخول.
لكن سهام محفوظ لم تستطع الصلاة. وقفت السيدة الثلاثينية تنظر للأجواء حولها، كانت قد همّت بالرحيل لكن حالة البهجة الموجودة في المحيط جعلتها تبقى "مش عارفة أوطي في الشارع وأصلي فقلت أتفرج على الناس".
لم يستمر تواجد العائلات سوى نصف ساعة. ما أن انقضت الصلاة والخطبة حتى راح الصغار يركضون في الجوار، يتباهون أمام بعضهم بُحلل العيد الجديدة، وقف أحد الآباء وخلفه المسجد ليلتقط له ابنه صورة للذكرى، فيما صنعت إيناس أكواب الشاي لعائلتها، وتبادل الموجودون التهنئة بالعيد على استحياء، متمنين أن يأتي العام القادم بأجواء أفضل.
فيديو قد يعجبك: