سخرية بلهجة سودانية.. مصطفى يناقش أحوال الوطن في قالب كوميدي

كتبت-دعاء الفولي:

رغم تخصصه في الهندسة المعمارية، لم يستطع مصطفى جُري التنازل عن السخرية؛ ظل الشاب السوداني يفكر في طريقة يلتحم بها مع ما يحدث في وطنه، صنع مقطعا قصيرا ساخرا عام 2017، ولم يتوقع انتشاره بذلك القدر، من وقتها قرر ترك تخصصه الدراسي والاتجاه للكوميديا.

عبر قناة بموقع يوتيوب تحمل اسمه، ينشر جُرّي برامج ساخرة مختلفة؛ حلقات قصيرة تتحدث عن الوضع في السودان، تختلف موضوعاتها وتتفق في الكوميديا، تارة يحكي عن الاقتصاد السوداني، أخرى عن الثورة، الإعلام، أو عن الأزمات التي يواجهها الشباب هناك.

ظلت علاقة جُري بالكوميديا متقطعة، حتى هبت رياح الثورة في ديسمبر 2018 "بعدها بقت الحلقات بشكل منتظم"، يتذكر جُرّي أولى الحلقات التي قدمها في 2019 وكانت عن انقطاع الكهرباء "كان فيديو اسمه المشكلة والحل"، ناقش فيه الشاب الأزمة بشكل ساخر "انتشر أيضا بصورة كبيرة"، فقرر أن يصنع سلسلة بنفس الاسم، وصل عددها الآن إلى 10 حلقات.

لم يترك جُرّي قصة في السودان إلا وحاول الحديث عنها، حتى أن حظر التجول عقب انتشار فيروس كورونا لم يمنعه مما يحب "كنت في الأول معي فريق بس لما جه الحجر عملت حلقات لوحدي"، كانت السلسلة تلك المرة عن الإعلانات في التليفزيون "حاجة مرتبطة بالوجود في البيت".

كانت الثورة فارقة في قرارات جُرّي "حسيت بعدها إنه البرامج الساخرة هي اللي انا عايز أعمله وأكمل فيه".

في المقابل لم يتوقف الأمر على شغف الشاب بما يفعل، لقي ردود فعل أسعدته وساعدته على الاستمرار، لا ينسى قصة الطفل الذي اعتاد متابعته "كان بيجمع البيت كله يتفرج على الحلقات من كتر ما مبسوط بيها"، علم جُرّي تلك التفاصيل من شقيقة الصغير الذي تُوفي قبل فترة قريبة "على أد ما زعلت على الولد على قد ما حسيت إنه ممكن اللي بعمله يفرق مع الناس"، بينما لم يخلُ الأمر من صعوبات "أهمها لزعة الانتقاد عند بعض الناس أو التهديد بسبب اللي بقدمه لكن هذا ما حصل كتير".

أمام جُرّي أحلام كثيرة يُريد تنفيذها " نفسي أنقل المحتوى من إنه سوداني على الاغلب، لكونه مفهوم ومحبوب عربيا وعالميا"، ففي النهاية ورغم صعوبة البحث عن محتوى مختلف ينافس به "فكونك تلاقي زول بحب المحتوى اللي انت بتقدمه دي حتكون نعمة كبيرة شديد ولازم تحافظ عليها وتتطور".