لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رجل اللحظات الصعبة.. رحلة "رشاد" مترجم الإشارة مع الصم وضعاف السمع

05:04 م الثلاثاء 14 سبتمبر 2021

محمد رشاد خبير ومترجم لغة الإشارة العربية والدولي


كتب- محمد مهدي:

لا يتأخر محمد رشاد، خبير ومترجم لغة الإشارة العربية والدولية عن تلبية احتياجات أصحاب الصم وضعاف السمع، ينطلق إلى المستشفيات والمحاكم والمؤسسات الحكومية المختلفة من أجل إنقاذهم في المواقف الصعبة التي يمرون بها دون وجود شخص ينقل كلماتهم أو يشرح لهم ما يُقال عنهم، يلعب هذا الدور باهتمام "لأني أكتر حد عارف معاناتهم،لأني أتولدت لأب وأم من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية" يقولها الرجل الثلاثيني في حديثه لمصراوي.

صورة-1

كان الصمت يُحيط برشاد في طفولته لعدة سنوات قبل أن يذهب إلى الحضانة ليكتشف أن هناك لغة يتواصل بها الناس مختلفة عن الإشارة التي تعلمها منذ نعومة أظافره "عرفت إزاي أجمع حصيلة لغوية منطوقة ودا وانا عندي 4 سنين" ونظرا لانغماسه في عالم الصم وضعاف السمع من خلال تواجده رفقة أسرته في جمعية خاصة بهم بالإسكندرية وتعرفه على عالم الترجمة بالإشارة "قولت أجرب أقوم أنا بالمهمة دي".

البداية من داخل الجمعية "بقيت أساعد الناس لو محتاجين يوصلوا أي رسالة لشخص تاني عن طريق التلفون، سواء كان محامي أو حاجة عايزنها من البيت أو ميعاد رايحين له" فعلها وهو مايزال ابن الـ 9 وسط سعادة ودعم من والديه "كانوا مبسوطين بكل خطوة بعملها وبيشجعوني" بات الجميع يعلم أن رشاد يمكنه المساعدة في مسألة ترجمة الإشارة "في المدرسة كنت موجود دايما مع المدرسين من الصم وضعاف السمع وكنت وسيلة التواصل بينهم والمديرين أو الطلاب".

صورة 2

شعر رشاد بأهمية ما يفعلها من أجل الصم وضعاف السمع "خاصة إن مفيش عندنا وسائل مساعدة ليهم في المواقف اليومية اللي بتعدي عليهم في مختلف المؤسسات" يتذكر الرجل الثلاثيني حادث قاسي تعرض له في العشرينات من عمره "كان فيه أصم دخل مستشفى في حالة صحية سيئة، طلبوني أروح عشان أترجم قبل تقديم الرعاية المناسبة، الطريق كان طويل وزحمة، لما وصلت لقيته توفى" خرج حينها من المستشفى وقلبه مُثقل بالأحزان،هي أقدار بلا شك لكن خطوات بسيطة يمكنها إنقاذ الأرواح.

يعتقد المترجم الثلاثيني أن تعميم وجود مترجم للإشارة في مختلف الخدمات وخاصة الطبية هي ضرورة مُلحة "فيه تطبيق للمسألة دي لكن للأسف مفيش تسويق مناسب عنه" فيما حاول تقديم جزء من الدعم لأصحاب الصم وضعاف السمع من خلال عمله "حصلت على شهادات كتيرة في ترجمة الإشارة العربية والدولية كمان، تعاونت مع المحافظة في عدد من التجارب زي تدريب الصم على تكنولوجيا المعلومات في الغرفة التجارية، أو الترجمة للسياح الأجانب من الصم في المزارات السياحية".

صورة 3

بجانب عمله في ترجمة الإشارة يعتبر رشاد نفسه جاهزا لتقديم أي مساعدة لأصحاب الصم وضعاف السمع والتجربة ليست بالهينة لكن النتائج تمنح قلبه السرور "اتعرضت لمواقف مختلفة، مرة لحقت طفل كان هيقع ويحصله أزمة لأن أهله مكنوش سامعين صوته، ومرة طلعت واحد في المحكمة كان بيواجه مشكلة إزاي يدافع عن نفسه للقاضي بدون مترجم" وبات الأمر هو الشاغل الأول لرشاد يمنحه الوقت اللازم ويفكر في كيفية مساندة هؤلاء بكل ما يملكه من طاقة.

وفي الآونة الأخيرة قرر رشاد التوسع في مساعدة الصم وضعاف السمع "قولت ليه منستخدمش السوشيال ميديا لأن جمهورها أوسع" كانت الفكرة التي تدور في عقله هي تقديم محتوى بصري هادف للصم يضم ترجمة من قِبل فريق يتم اختياره بعناية شديدة "حبيت الفريق يكون من أبناء الصم، هما أكتر الناس اللي حاسين بيهم وعندهم موهبة خاصة في الترجمة" نجح في تكوين فريق مكون من 7 أشخاص وتحولت الفكرة من خيال إلى واقع ملموس ومفيد.

صورة 4

يختار رشاد فيديوهات تحوي فنون مختلفة أو برامج تدعو إلى الأمل وأخرى تثقيفية أو توعوية ويقوم بالترجمة مع فريقه وإجراء دمج لهم داخل الفيديو "من خلال (كروما) وعمليات المونتاج" كان يصنع بنفسه الفيديوهات داخل منزله وعند وجود فريق "اتفقنا مع الجمعية الأهلية للصم عشان توفر لنا أوضة نقدر نشتغل فيها" وعند نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت سريعا وسط إشادة جمهوره من أصحاب الصم وضعاف السمع.

يطمح الرجل الثلاثيني إلى خطوات أكبر في ترجمة الإشارة "أتمنى في المستقبل يكون عندنا موقع أو ابلكيشن-تطبيق- بيخدم الصم بالمجان يكون متاح على موبايلتهم، نوفر لهم محتوى هادف ويلبي احتياجاتهم الأساسية" يشعر بأن الأحلام ليست صعبة المنال وأنه في القريب العاجل سيتم تحقيق المزيد من الخطوات الإيجابية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان