في عيده المصري.. الدولار «يهزم الحب»

كتب- عبدالله عويس:

مر عيد الحب المصري أمس، الجمعة، كأن لم يكن. مظاهر الاحتفاء بذلك اليوم المعتادة، كانت شبه مختفية من الشوارع، وحتى الفضاء الإلكتروني، وعالم مواقع التواصل الاجتماعي. وما بين معتقد بأن عيد الحب العالمي في منتصف فبراير وحده يكفي، وبين متحدث عن أثر الدولار في الأمر، تعددت آراء مواطنين.

في العام الماضي، كان باسم محمود، أحد الذين احتفلوا بعيدي الحب، المصري والعالمي مع زوجته، اشترى لها هدية في كل يوم، لكنه في هذا العام فضل أن تكون الهدية واحدة، وفي عيد الحب العالمي: «الأسعار مرتفعة، بالكاد أسد احتياجات منزلي، وزوجتي تتفهم ذلك»، يحكي باسم الذي يعمل في شركة للترجمة، ولديه طفلة تبلغ من العمر ٤ أعوام.

وارتفعت قيمة الدولار الأمريكي في مصر أمام الجنيه على مدار العام الجاري أكثر من مرة، وشهد السوق قلة في تلك العملة، التي يعتمد عليها في الاستيراد، ما ألقى بظلاله على المتاجر التي بيع الهدايا، إضافة لارتفاع سعر المواد الخام، لتتضاعف أسعار بعض الهدايا: «الهدية التي كنت أشتريها العام الماضي بـ٤٠٠ جنيه أصبحت الآن بـ٦٠٠ مثلا، هذا فعل التضخم، والهدية ليست أولوية في الوقت الحالي بالنسبة لي».

على الجانب الآخر، وداخل أحد المحال التجارية بحي الدقي، كان عماد السيد ينتظر وصول عدد من المشترين، وإن توقع ندرة في وصولهم لمحله، بما تعكسه الأسعار، لكن أحدا لم يأت. لم يشتر الرجل الذي يبيع الهدايا منذ سنوات، سلعا أو هدايا إضافية لما هو مخزن لديه: «لم أر أثرا لعيد الحب.. لم أبع شيئا رغم أن متجري في مكان حيوي بشارع تجاري شهير».

يقول الشاب إن أسعار الهدايا ارتفعت بشكل كبير، زادت بنسبة تصل لـ٣٥٪ عن العام الماضي. ويضرب أمثلة بهدايا لديه: «الدب الأحمر الصغير كان بـ٣٥ جنيها العام الماضي، وكان هذا السعر مرتفعا، لكنه الآن وصل إلى ٥٠ جنيها، لكن الحجم الكبير وصل إلى ٥٠٠ جنيه وكان بـ٣٠٠ العام الماضي».

وفي ذلك يقول محمد حسن، وكيل شعبة الأدوات المكتبية والألعاب والهدايا بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن وضع السوق حاليا غير مستقر، بعدما تجاوز الدولار حاجز الـ٢٤ جنيها. وذلك كان له تأثير كبير على التجار: «وبالتالي فإن هدايا عيد الحب لم تلق إقبالا كبيرا أمس، إضافة لأزمة الاعتمادات المستندية، وهو ما أثر على المبيعات». ويشير وكيل الشعبة إلى أن الأسرة المصرية لها اهتمامات تتخطى عيد الحب، مثل المأكل والملبس، خصوصا أن أسعار الأخيرة زادت بشكل ملحوظ.