مع انتهاء حصاد البلح.. أهالي "منشية دهشور": "الموسم خير ورزق.. والأفراح هتبدأ في البلد"(قصة مصورة)
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
كتبت-هبة خميس:
تصوير- جلال المسري:
انتهى المؤذن للتو من آذان الفجر، بمسجد بلدة منشية دهشور، فاستيقظ جميع سكان البلدة والبلاد المجاورة في حركة تجاه القرية المشهورة بنخلاتها الكثيرة في موسم جني البلح بالقرية التابعة لمركز البدرشين بالجيزة، يبدأ الموسم من نهاية أغسطس ويستمر حتى نهاية أكتوبر وهو موسم سنوي لجمع محصول البلح بداية من طرحه وحتى تخزينه لعمل العجوة والتمور.
بدأ اليوم مبكراً عقب صلاة الفجر فتناول "عم سيد" إفطاره مبكراً هو ووولديه حتى ينفضوا بعدها للذهاب للنخلات التي اشتراها قبل فترة كي يجمع محصولها ويبيعه، يعيش "عم سيد" قرب المزرعة فلا يخطى الدقائق ليصل للنخل فيجهز حزامه والطبق الواسع ويبدأ في التسلق على النخل.
"بشتري من قبل الموسم النخل كامل على بعضه بيكون فيها بلح أصفر أو مخلط أصفر"
ينقسم البلح لعدة أنواع فعلي النخلة الواحدة يكون هناك نوع يذبل بسرعة ويتحول للعجوة ونوع أخر يتم تناوله عقب طرحه، في منتصف اليوم يكون "عم سيد" قد انتهى من طرح محصول 15 نخلة، وفي كل مرة يهز النخلة كي يقع منها البلح فيلتقطه أبنائه بالإضافة للبلح الذي يضعه بالطبق الواسع وعقب نزوله يقوم أولاده بفرز أنواع البلح تمهيداً لبيعها للتجار.
من أخوته الكبار تعلم "سيد" كيف يطلع النخلة بالحزام في صغره ليظل لعشرون عاماً يطلع النخل رغم انصراف اخواته عن المهنة وتعلم حرف أخرى.
عقب آذان العصر ينتهي "سيد" من عمله فيذهب لمنزله مع ولديه وفي تلك اللحظة يبدأ العمال والفتيات في استقلال المواصلات للعودة لقراهم المجاورة ومنازلهم.
قبل بداية موسم جني محصول البلح يستعد الحج "صديق الشرقاوي" تاجر البلح للموسم بشكل جيد بداية من شراء النخل حتى تجميع العمال والفتيات لجني المحصول وفرزه وتخزينه.
يبدأ يوم التاجر "الشرقاوي" من الفجر فيتحرك بالعربات لنقل العمال للمزرعة ومن ضمن العمال هناك عمال يعملون سنوياً معه فيحاسبهم بأجر الموسم كاملاً وعمالاً بالأجر اليومي مثل الفتيات والشباب الصغير الذين يقومون بالتقاط البلح وفرزه ونقله.
"ده موسم سنوي بنستعدله من قبلها بكتير والناس بتسيب أشغالها وحالها لأجل تيجي تشتغل الموسم ده"، تبدأ مراحل جني البلح بالعمال الذين يتسلقون النخل لجني البلح وهز النخل ثم ينزلون بالبلح في طبق واسع فيتم فرد البلح على حصيرة وتبدأ الفتيات في فرز البلح لعدة أنواع ثم يترك البلح لمدة خمسة أو ستة أيام كي يتم سواه جيداً فيأتي العمال لنقل البلح وتبدأ مرحلة غسله فيوضع في مصفاه ضخمة ثم يتم انزاله في المياه وبعد أن يجف يتعرض البلح لماكينة ضغط الهوا لإزالة أي أتربة عالقة به، ثم تأتي مرحلة الكبس والتخزين فيوضع في أكياس داخل صفائح أو أقفاص أو شيء يسمى البرانيك وهي أقفاص لحفظ الفاكهة.
يتم رص البلح كل عشرة كيلو في قفص وتبدأ مرحلة التوزيع على تجار العجوة والتمور.
تلك المراحل تستغرق من خمسة ل7 أيام خلال الموسم وتتكرر العملية حتى انتهاء الموسم، قبل الموسم يبدأ "الشرقاوي" في تجميع العمال على اختلاف مهنهم من عمال طلوع النخل للفتيات لفرز البلح والشباب لالتقاط البلح الواقع من النخل ويكون "الشرقاوي" مسؤولا عن كل العمال سواء كانوا عمال يعملون معه سنوياً أو عمال اليومية.
"كل تاجر ومقدرته انا بنقل بعربيات وفيه تجار بينقلوا بالعربيات الكارو لكن اليومية شبه واحدة وهي من 200 ل300 جنيه ودة مبلغ كبير الناس بتسيب أشغالها علشان شغل الموسم".
عقب انتهاء التخزين يتم توزيع البلح المختلط لتجار الفاكهة لكن الباقي يذهب لتجار العجوة والتمور في مراكز إيتاي البارود والبحيرة والدلنجات
عقب أدائه صلاة الفجر وقف الشيخ "عيد" أمام المسجد ليتفقد حال البلدة التي تبدلت عقب صلاة الفجر فصارت مقصداً للجميع، الكثير من العمال يأتون مشياً أو على سيارات النقل أو عربات الكارو والدراجات البخارية ليتناول الجميع افطارهم في المزارع ثم يبدأ يوم العمل مبكراً.
"البلد هنا فيها كميات نخل كتيرة جداً، وهي بلد من تلات بلدان في البدرشين اللي فيهم نخل كتير فالموسم بيكون طالع منه خير كتير".
وفقاً للشيخ "عيد" الذي يعرف مثل أهل البلدة في أنواع البلح والتمور فيوجد بالبلدة عدة أنواع من البلح أحدهما أسفر يسمى البريمو والآخر باسم النواة والثالث سيوي وآخر نوعين هما الشائعين في مزارع البلد.
تستعد الناس لذلك الموسم من منتصف أغسطس فيبدؤون بالإعداد له من تسجيل أسامي عمال اليومية وترك المهن الأصلية لهم مثل السباكة والنجارة والزراعة للاستعداد.
"كل بلح له وقت يتجمع فيه وفيه بلح بيتباع في يوم جنيه ويتحمل عالعربيات وبلح بيبقى تمور".
في نهاية الموسم يبدأ الناس في الانصراف والعودة لبلادهم ويومهم الطبيعي فيتم تقليم النخل وسحب جريد النخيل اليابس مع كنس الأرض وعودة الوضع كما كان ، فمن كان يعمل في الزراعة يعود ليزرع أرضه ومن يعمل بحرفة يعود لمهنته العادية.
"الموسم دة كله خير وبعد ما يخلص تبدأ الأفراح في البلد زي أي موسم حصاد الناس بتجوز عيالها بعده لأنه بيكون فيه رزق في البلد"
يرى الشيخ "عيد" أن ذلك طبيعي بسبب وفرة الرزق بعد نهاية الموسم فيجهز الأب بناته للجواز وتعم البلدة الأفراح ويعود الناس لانتظار موسم العام القادم وما يحمله من خير دائما.
فيديو قد يعجبك: