إعلان

تاريخ القتل.. إسرائيل تغتال شيرين أبو عاقلة في ذكرى عضويتها بالأمم المتحدة كـ«دولة محبة للسلام»

03:09 م الأربعاء 11 مايو 2022

الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة

كتب- عبدالله عويس:

«أنا شيرين أبو عاقلة».. مزعجا كان الصوت. مرتفعا بما يكفي لتخرسه بندقية. صادقا ليتجاوز الاعتقالات والمخاوف، وتقطع أحباله بالقتل. لم تكن «صوت فلسطين» من اغتيلت فحسب. استهدفت الرصاصة الحقيقة، والأولى سلاح الجبناء حين يظهر الزيف ولا تفلح معه ادعاءات، والثانية باقية وناصعة بصوت شيرين أو غيرها. على أن تاريخ قتلها كان يحمل مفارقة.

73 عاما تفصل بين الـ11 من مايو عام 1949، وبين التاريخ ذاته في 2022، في الأول اعتمدت الأمم المتحدة قرار جمعيتها العامة رقم 273، بقبول طلب إسرائيل، الدخول في عضويتها، بعد تبني قرار مجلس الأمن رقم 69، بالتوصية بقبول إسرائيل عضوا في الأمم المتحدة، معتبرا أنها «دولة محبة للسلام». التاريخ ذاته باختلاف السنوات، كان كاشفا لزيف ذلك الاعتبار، مع استيقاظ العالم على فاجعة مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة، التي لم يحمها ارتداء ما يشير إلى أنها صحافية، ولم تحمها سترة واقية أو خوذة من القتل، وكانت تشعر أن «الموت أحيانا كان على مسافة قريبة».

صباح اليوم، الأربعاء، توفيت شيرين متأثرة بإصابات خطيرة تعرضت لها في الرأس، خلال تغطية لاقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن شيرين «استشهدت جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي». واعتبرت شبكة الجزيرة التي تعمل شيرين لصالحها منذ عام 1997 أن ما حدث «جريمة اغتيال متعمدة ومفجعة وبشعة» وهو أمر تنفيه إسرائيل. وما بين إثبات ونفي، قتلت أبو عاقلة، التي «اختارت الصحافة لتكون قريبة من الإنسان».
ش 2

كان برفقة شيرين الصحافي على السمودي، وأصيب برصاصة في ظهره، وقال في تسجيل مصور، إن «ما حصل أننا كنا في طريقنا للتصوير، فجأة أطلقوا علينا النار، ولم يطلبوا منا أن نخرج أو نتوقف (..) رصاصة أصابتني والرصاصة الثانية أصابت شيرين، ولم تكن هناك مقاومة، وإلا ما ذهبنا لتلك المنطقة».

ش 1

كانت الصور التي رافقت عملية قتل شيرين مفزعة لكثيرين وأليمة، تذكر بجرائم الاحتلال. يقارن البعض بينها وبين صورة الطفل محمد الدرة، ويعتبرها البعض الآخر، نهاية لصوت طالما نقل الحقيقة، وكشف ادعاء المحتل الإسرائيلي. فيما كان النعي على مواقع التواصل الاجتماعي، يجمع زملاء لها في المهنة، وآخرين من غير المنتسبين لها، كانوا يتابعونها عبر الشاشات. والآن ينعونها بكلماتها «ليس سهلا ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم».

والصحافية والمراسلة الفلسطينية من مواليد القدس، وسبق لها أن عملت في إذاعة فلسطين، وقناة عمان الفضائية، وإذاعة فلسطين، و«مونت كارولو» قبل أن تلتحق بالجزيرة، منذ ربع قرن تقريبا، وغطت معظم الأحداث التي وقعت على الأراضي الفلسطينية، وكانت ملهمة لكثير من الصحافيين، وصوتا ينقل للمشاهدين في كل الأقطار ما يحدث على الأرض.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان