الكيلو وصل إلى 15 جنيها.. أسعار أرجل الفراخ ترتفع في أسواق القاهرة.. وتجار: كنا بنبيعها لمربي الكلاب

كتب- محمود عبدالرحمن ومحمود الطوخي:

ارتفعت أسعار أرجل الفراخ التي تباع بمحالّ الطيور الحية، في العديد من المناطق بمحافظتي القاهرة والجيزة، ليتراوح سعرها ما بين 5 جنيهات إلى 15 جنيها للكيلوجرام، وفقا لباعة وأصحاب محال تحدث معهم "مصراوي".

أجمع أربعة تجار تحدثوا لـ"مصراوي"، أن أسعار أرجل الفراخ تضاعف سعرها تدريجيا مع تطور أزمة الأعلاف التي تصاعدت منذ ديسمبر الماضي، بينما تباينت ردودهم بشأن تحديد سعر بيعها قبل الأزمة، فمنهم من يبيعها دون مقابل "كنا بنبيعها ببلاش"، في حين حدد آخرون لها سعرا يتراوح ما بين جنيهين إلى 7 جنيهات للكيلو.

ويقول التجار الأربع، أن الإقبال على "هياكل الفراخ وأرجلها" زاد في الفترة الأخيرة، بينما بيع الدواجن ظلا ثابتا كعدد، لكن الأوزان تراجعت؛ كما حدث مع الزبائن الذين يترددون على محل سيد عبد الباقي بمنطقة الدقي: "اللي كان يشتري فرخة 2 كيلو وربع، بيشتري دلوقتي فرخة 2 كيلو إلا ربع، واللي كان يشتري فرحة 2 كيلو بقي يشتري فرحة كيلو ونص أو كيلو وربع".

أواخر ديسمبر الماضي، أثار بوست حالة من الجدل على منصات التواصل، بعد نشره على صفحة الفيس بوك الخاصة بالمعهد القومي للتغذية، وتضمن البوست رسالة إلى متابعي المعهد على منصة التواصل، الذين يقدر عددهم بـ 94 ألف متابع.

وكان نص الرسالة التي وجهها المعهد القومي لمتابعيه: "بتدور على بدائل غذائية تكون غنية بالبروتين وفي نفس الوقت توفر ميزانيتك؟.. يوجد الكثير من الأكلات المعروفة على المستوى الشعبي وتباع في الأسواق"، وتضمن البوست قائمة بـ 6 أصناف، تصدرتها "أرجل الدجاج" التي حرص المعهد على ذكر فوائدها.

وحيث اعتبرها من الأكلات غير المكلفة والغنية بالبروتين والفيتامينات والمعادن والكولاجين، وتعمل على إصلاح أنسجة الجلد ونمو العضلات، تجديد خلايا البشرة، وتأخير علامات الشيخوخة، وتحافظ على صحة الشعر والأظافر.

وتباينت ردود التفاعل مع البوست الذي تصدر منصات التواصل الاجتماعي، التي شهدت سخرية من توقيت البوست ومضمونه والدعوات إلى البحث عن أكلات أقل تكلفة كأرجل الفراخ.

بينما على أرض الواقع الذي لم يشهد سخرية من أرجل الفراخ، اختلف تعامل أصحاب محال الطيور الحية معها، كما يروي أحمد السيد، الذي يعمل بمحل طيور بمنطقة صفط اللبن بالجيزة، فالعامل الثلاثيني يرى أن أسعار أرجل الفراخ "بقالها سعر"، على عكس ما كان يحدث قبل 40 يوما؛ "كان اللي عايزها ياخدها ببلاش"، لكن بعد أزمة الأعلاف وارتفاع أسعار الكيلو إلى 70 جنيها، أصبحنا نهتم بها، حيث يتم تنظيفها وغسلها وتعبئتها في أطباق فويل، وتباع بسعر 10 جنيهات للكيلو.

قبل الأزمة الحالية، كان زبائن "رجول الفراخ" من هواة تربية القطط والكلاب، يترددون على روبي أبو رحمة الذي يمتلك محلين بمنطقة عين شمس، أحدهما بشارع جسر السويس، هؤلاء الزبائن كانوا يحرصون على توفيرها لحيواناتهم، وما يتبقى كان يلقى مع المخلفات، لكن مع أزمة ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء اختلف الأمر: "دلوقتي بنغلفها في أطباق ونبيعها ... والدكاترة بيقولوا إنها مفيدة".

بينما من يرغب في شراء "أرجل الفراخ" من زبائن "روبي"، يضطر إلى حجزها، لأنهم يعلمون أنها لا تتوافر إلا في ساعات الصباح الأولى "الفترة الصباحية"، سواء كانوا سيشترونها للأكل أو لحيواناتهم. وسعرها يتراوح ما بين 5 جنيهات دون تنظيف، وتصل إلى 10 جنيهات إذا رغب المشتري في تنظيفها، مبررا فارق السعر بين الاثنين بأن النوع الثاني يقتصر على اختيار الأرجل الكبيرة والسليمة، ويتم سلخها في المياه الساخنة وتنظيفها وقطع أظافرها وتغليفها، بالتالي تكون جاهزة للأكل بعد تسويتها، بينما النوع الأول فتباع أرجل الفراخ على حالتها غير النظيفة ولا تخضع للفرز.

السبب في ارتفاع أسعار أرجل الدجاج يرجعه "روبي"، إلى الارتفاع المبالغ فيه لأسعار الأعلاف، هو ما انعكس عليه شخصيا كصاحب محل بيع، وليس كمربي للدواجن، وفسر ذلك بأن الدواجن أثناء تواجدها بالمحل تحتاج إلى أعلاف حتى لا يحدث انخفاض في وزنها، ما سيتسبب في خسارته، بفقدان الفرخة لبعض وزنها، 150جراما في اليوم، وفقا لتقديره، مؤكدا أن سعر شيكارة العلف ثمنها يصل إلى 800 جنيه اليوم.

"كيلو الرجول دلوقتي 15 جنيه"، يخبر سيد عبد الباقي زبائنه المترددين على محله بمنطقة الدقي بالجيزة، الإقبال على أرجل الفراخ لديه شيئا معتاد، لكن زاد سعره إلى الضعف بعد ارتفاع أسعار كيلو الفراخ الحية إلى 65 جنيها.

"في ناس تشتري أرجل الفراخ أو مشتملاتها من زمان" يقول سيد، الذي يعمل في مهنة بيع الدواجن منذ 10 سنوات، اعتاد خلالها بيع "أرجل الفراخ" لفئات معينة، أبرزها، أصحاب المهن الخدمية بالمنطقة مثل أسر "البوابين" وغيرها من الفئات ذات الدخل المنخفض، الذين يحرصون على شرائها مع هياكل الفراخ في إشارة لـ"عظام الفراخ المخلية"، وهذه النوعية من الزبائن "بتكون حالتها تعبانة" كما يصفها، وهناك زبائن من الفئات الأخرى "يحبون أكلها، سواء لطعمها أو فوائدها".

وفي ضواحي الجيزة، وتحديدا منطقة أم المصريين التي اختارها حامد مصطفى لافتتاح محله الخاص لبيع الدواجن الحية، حيث يحرص زبائنه على أخذ جميع مشتملات الفرخة بعد تنظيفها "دلوقتي أغلب الناس بتاخد الرجولة والكبدية والقوانص مع الفرخة"، خاصة مع ارتفاع الأسعار.

بينما الوضع لم يتغير مع زبائن محمد قرني الذي يمتلك محلا لبيع الطيور الحية بمنطقة المهندسين، ويرجع صاحب المحل الذي يشكو من قلة بيع الدواجن، السبب إلى طبيعة الزبون بمنطقة المهندسين " بتوع المهندسين مش بيسألوا على رجول الفراخ".