"أكل العيش أهم".. كيف كان حال شارع فيصل أثناء مباراة الافتتاح؟
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
كتبت- رنا الجميعي:
إذا كنت أحد ساكني شارع فيصل، ستدرك أنك إذا وصلت إلى محطة "العشرين" في عشر دقائق فهي معجزة لا تتحقق كثيرًا، تحتاج إلى يوم استثنائي، مثل مباراة افتتاح كأس أمم أفريقيا بين مصر وزيمبابوي.
قبل نصف ساعة من بداية الافتتاح كانت منطقة أول فيصل هادئة على غير عادتها، في يوم مثل الجمعة حيث تنتهز الأسر الفرصة للتنزه مساءً، غير أن أعلام مصر التي تستقبل القادمين تنبئ بالحدث الرياضي، كذلك سيارات الأمن المركزي المستعدة لتأمين المنطقة.
في تلك الأوقات كان محمد الخضري، يفتقد رفيقه الراحل "لو كان موجودًا كنا أكيد دلوقت هنبقي في الاستاد" يقولها بابتسامة حزينة. عند محطة المطبعة كان الخضري ينسق الحقائب التي يبيعها في الشارع، وفي الخلفية لا تصمت أصوات الأبواق المشجعة، لا يبدو عليه أنه يهتم بالحدث الكروي، غير أن المفاجأة أنه كان عضوا بأولتراس الأهلي سابقًا، ولم يفوت أي مباراة إلا ويشارك في إعداد "الدخلات"، لكن مذبحة بورسعيد التي قتل فيها ٧٤ شهيدًا غيرت مسار حياته "صاحبي عبد الرحمن مات فيها".
بجواره كانت الست نعمة تجلس بجانب بضاعتها البسيطة تنتظر أي زبون، لا تأبه مطلقًا بالمباراة، وتقول ضاحكة "أنا ست كبيرة الشباب هما اللي بيهتموا بالكورة"، أمام البائعة كان أحد الأطفال يرتدي تيشيرت اللاعب محمد صلاح ينتظر المواصلة برفقة شقيقتيه. بطول شارع فيصل كانت المقاهي لم تمتلأ بعد، حيث تقترب الساعة من الثامنة موعد الافتتاح، كما أن بائعي الأعلام ينتشرون بكثافة يحاولون إرضاء الزبائن، فيقف أحد الباعة غير مستسلم لرفض أحد سائقي السيارات ثمن العلم متوسط الحجم "٣٥ جنيهًا"، يحاول الابتعاد إلا أن البائع يستوقف السيارة "طب بـ٢٥ جنيه"، فيهدئ السائق سرعته.
على مسافة كان يقف أحمد محمد صلاح ببضاعته من التين الشوكي، في عرف صلاح العمل أهم، قدم الشاب منذ عشرة أيام فقط من بلدته بأسيوط إلى القاهرة للعمل، ليجد أن المدينة تستقبل حدثًا كبيرًا، غير أن ما يهمه هو رزقه فحسب، كما أن الغربة لا تجعل متابعة المباريات مستحبة، كرة القدم تحب اللمة كما يراها صلاح "لما بروح البلد بس بتفرج عليها مع ولاد عمي"، لذا إذا مررت من شارع فيصل وسمعت تهليلًا فلن تجد تجاوبًا من صلاح، يمكنك أن تلحظ ابتسامة فقط ممزوجة بالحنين إلى البلد.
مع بدء الافتتاح بدأت مقاهي ومحلات شارع فيصل في إذاعته، لكنه ليس بحجم أهمية المباراة التي بدأت بعد ساعتين منه، حينها شغلت جميع كراسي مقاهي الشارع، وقبل بدء المباراة بقليل كانت لمار وزوجها إسلام يقفان في الشارع بانتظار أصدقائهما. لا يفوت إسلام متابعة مباراة للأهلي أو المنتخب، أما لمار جعلها حماس تشجيع المنتخب للنزول برفقة زوجها لمشاهدة المباراة عند أحد كافيهات شارع نصر الثورة، ممسكة بعلم مصر للتشجيع، ولم يهتم إسلام بشراء تذكرة لمباراة الافتتاح "بس ناوي أشتري تذكرة النهائي لو مصر وصلت".
مع بداية المباراة خفت صوت السيارات وتتابعها، وظل صوت الأبواق عاليًا، هدوء حركة السير لم تجعل محمود حسان يترك بضاعته ليتابع المباراة، يرى الأمر بمنطق مختلف "اللعيبة دي بتشتغل وأنا كمان بشتغل فمش هسيب مكان أكل عيشي". بخلافه كان عبدالله جمال، بائع ملابس عند محطة الطوابق، صحيح أنه لم يترك مكان رزقه لكنه أخذ يتابع سير المباراة عبر الإنترنت، وأخذ يصرخ تهليلًا حين أحرزت مصر هدفها الأول في مرمى زيمبابوي "كمان حركة البيع قليلة أوي رغم إن النهاردة الجمعة، الكل بيتفرج".
برغم أن شارع فيصل لا يهدأ في جميع الاحوال، غير أن جو المباراة سيطر على حالته، وحل هدوء طيلة ساعتين، لم يقطعه سوى تهليل المتابعين على المقاهي وفي الشوارع أمام المحلات، لكن حتى التشجيع كان عبدالله حازم محرومًا منه داخل الكافيه الذي يعمل فيه، في شارع نصر الثورة، يضع يديه برزانة وراء ظهره، منتظرًا طلبات الزبائن وابتسامة علت وجهه مع انتهاء المباراة بفوز مصر "ده شغلي ومينفعش أسيبه وهبقى أتفرج على الماتش في الإعادة"، قالها قبل أن يذوب وسط زحام الزبائن المبتهجة بأول انتصار لمصر قبل أن يغادروا المكان.
فيديو قد يعجبك: