لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أول كلية لتدريس الطب في الحضارة الإسلامية

04:43 م الأحد 19 مارس 2017

ظهور المدارس الطبية المتخصصة:

ظهور المدارس الطبية المتخصصة:

كانت البيمارستانات (المستشفيات)، في تاريخ العصور التاريخية الإسلامية، هي المكان الرئيس لمهنة الطب والصيدلة، من حيث التدريس والتطبيق، كما شاركها في ذلك مجالس العلم التي كان يعقدها الموصوفون بصناعة الطب وتدريسه لطلابهم مهما كانت مواقعها. حيث لم تكن مهمة البيمارستانات قاصرة على تقديم الخدمات الصحية للمرضى، بل كانت في نفس الوقت معاهد علمية ومدارس لتعليم الطب، يتخرج فيها الأطباء والجرّاحون والكحّالون، كما يتخرجون اليوم في مدارس الطب، وكانت تضم مكتبات حافلة بأمهات المؤلفات لتكون مرجعًا للأساتذة والطلاب.

ومن المؤكد أنه لم تُشر المصادر التاريخية أو كتب الطبقات إلى وجود مدارس متخصصة لتدريس الطب وتعليمه مستقلة عن البيمارستانات أو مجالس العلم الطبية، قبل القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي. ومن أشهر تلك المجالس، مجالس الطبيب ابن أبجر الكناني طبيب عمر بن عبد العزيز الذي كان يدرِّس الطب لتلاميذه في الإسكندرية ثم في أنطاكية وحرّان، وفي العصر العباسي الأول ظهرت مدرسة ابن ماسويه وحنين بن إسحاق واللذيْن كانا يمارسان الطب ويعلمانه في بيت الحكمة، وأبو بكر الرازي عبقري الطب في البيمارستان العضدي.

فلم يعرف المسلمون المدارس المتخصصة المتكاملة لتدريس الطب وتعليمه حتى القرن السابع الهجري وبالتحديد فترة العصر الأيوبي، حيث أنشئت أول مدرسة لتدريس الطب في بلاد الإسلام، وذلك في دمشق عام 621هـ / 1224م، وهي المدرسة الداخورية، ومن بعدها تتابع ظهور المدارس الطبية التعليمية.

ويمكن أن نجمل أول المدارس الطبية المتخصصة في بلاد العالم الإسلامي وبالتحديد في بلاد الشام، كالتالي:

1- المدرسة الداخورية: وتعرف كذلك بالمدرسة الدخوارية، وتقع بالصاغة القديمة التي كانت قريبة من باب الزيادة الجنوبي للجامع الأموي بدمشق، أنشأها شيخ أطباء مصر والشام مهذب الدين عبد الرحيم المعروف بالدَّاخُور سنة 621هـ وجعل لها الأطباء، وكان أول من درَّس بها.

2- المدرسة اللبودية النجمية: وتقع بين مدينة دمشق وضاحية المِزَّة المجاورة لها، خارج سور مدينة دمشق، وتعود لنجم الدين يحيى بن محمد اللبودي، التي أنشأها سنة 664هـ، وأول من درس بها جمال الدين الزواوي.

3- المدرسة الدُّنَيسرية أو الربعية: وتقع غربي باب البيمارستان النوري والـصلاحية بآخر الطريق من قبله. أنشأها سنة 686هـ عمـاد الدين أبو عبد الله محمد بن عباس بن أحمد الربعي الدنيسري الرئيس الطبيب الحاذق.

وكانت تلك المدارس الطبية المتخصصة قد أنشئت خصيصًا لتدريس علوم الطب، ولم يكن لها طابع آخر غير ذلك، وكان لهذه المدارس أثر كبير في تطور الدراسات الطبية حيث كان يشرف عليها ويدرس فيها رؤساء الطب المتميزون والمشتهرون بالصناعة الطبية، وكان يطبق فيها نظام تعليمي دقيق لا يختلف عن النظم التعليمية المطبقة في المدارس الطبية الحديثة. وسارت هذه االمدارس نحو الرقي واكتسبت شهرة فائقة في زمانها، ولكن أول هذه المدارس وأشهرها كانت المدرسة الداخورية أو الدخوارية، التي سنتناولها في السطور التالية.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

اعلان

باقى المحتوى

باقى المحتوى

إعلان

إعلان

إعلان