أول كلية لتدريس الطب في الحضارة الإسلامية
مهذب الدين الدخوار
يرجع تاريخ المدرسة الداخورية إلى واقفها/ منشئها الطبيب الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي بن حامد، المعروف بالدَّاخور أو الدِّخوار الدمشقي (565 – 628هـ الموافق 1170 – 1230م)، وصفه ابن أبي أُصيبعة بالإمام الصدر الكبير.
كان رحمه الله أوحد عصره، وفريد دهره، وعلامة زمانه، وإليه انتهت رياسة صناعة الطب ومعرفتها. حصَّل علوم الشريعة والأدب والعربية والطب والفلك والإصطرلاب. ومن أبرز مشايخه في الأدب والعربية تاج الدين الكندي، وفي العلوم الطبية علي الرضي الرحبي، والموفق ابن المطران والفخر المارديني، وفي الفلك والنجوم أبي الفضل الإسرائيلي المنجم، كما كان على صلة وصداقة كبيرة بعالم العربية المشهور سيف الدين الآمدي.
عمل الداخور أول أمره كحَّالا – طبيب العيون – في البيمارستان/ المستشفى النوري بدمشق، ثم علت شهرته لما أبداه من همة ونبوغ، وكانت له حظوة كبيرة عند الملوك الأيوبيين، حتى كان صاحب مشورة السلطان الملك العادل أخي صلاح الدين الأيوبي، ومرض الملك الكامل بمصر، فعالَجَه الدخوار، فحصّل له من جهته أموالاً عظيمة، ثم ولاه رئاسة ومشيخة الطب والأطباء في مصر والشام سنة 612هـ، كما أكرمه الملك الأشرف الأيوبي وولاه سنة 626هـ رئاسة الطب بدمشق، وجعل له مجلسا لتدريسه.
ومما لا يعرفه الكثير، أن مهذب الدين الداخور هو أستاذ الطبيب ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية، وابن أبي أصيبعة مؤرخ الأطباء صاحب كتاب «عيون الأنباء في طبقات الأطباء». وللداخور العديد من الكتب منها: «اختصار كتاب الحاوي في الطب للرازي»، وكتاب «ما يقع في الأدوية المفردة من التَّصحيف»، وكتاب «الجنينة في الطب». وقد بقى مهذب الدين مدة في خدمة الملك الأشرف، حتى توفي في دمشق في منتصف صفر سنة 628هـ، ولم يخلف ولدًا، ودُفن بسفح قاسيون.
فيديو قد يعجبك:
اعلان
باقى المحتوى
باقى المحتوى
إعلان