التسويق التليفوني.. النصب في مكالمة
كتبت- علياء أبوشهبة:
اتصال من رقم مجهول يتفنن المتحدث في إقناعك بحسن حظك الذي جعلك من القلة المختارة بالصدفة، لكي يتم الاتصال بك وإختيارك لتسلم الهدية المجانية التي لن تعلم عنها شيئا ثم يبادر المندوب بعرض قائمة طويلة من المنتجات رافضا مقاطعته عن عرضه غير المغري، هذا هو حال شركات التسويق التليفوني التي تحاصر المواطنين.
خصوصية بيانات المواطنين
لا يحق لشركات التسويق التليفوني الحصول على قاعدة بيانات المواطنين والإتصال المتكرر بهم، وما يحدث حاليا هو نتيجة عدم فعالية التشريع القانوني الحالي، وهو ما سوف يتم تداركه في مشروع القانون الجديد، هذه هي الحقيقة التي تحدث عنها اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، الذي أكد لمصراوي على ضرورة إصدار تشريع قانون جديد بتجريم استغلال البيانات الشخصية بدون مصدرها الشرعي ، مثل الإستعانة قاعدة بيانات النوادي والشركات والجهات المختلفة.
وأشار يعقوب إلى إنه عند تجريم استغلال البيانات لن تجد مجهولا يتصل بك ويخبرك بشراء منتج أو الترويج لعروض الشركات السياحية، مضيفا أن الجهاز يتعامل مع الشكاوى بشكل حاسم ويصل للمخالفين عن طريق قيام المسؤول بخداعهم بأنه مستهلك عادي، ويتم الإتفاق على المكان، موضحا أن غالبية الشركات لا تعط عنوانها الحقيقي خوفاً من المسائلة القانونية، وإذا أعطت عنوانا يكون عبارة عن شقة مفروشة متغيرة من الحين إلى الآخر.
في شهر سبتمبر الماضي حذر جهاز حماية المستهلك من التعامل مع شركتي "أورانج" و"تايم شوب" للتسوق عبر الهاتف، نظرا لترويجهما لأجهزة تليفون محمول صينية وأجهزة إلكترونية ومستحضرات تجميل معيبة، وتم تحرير المحضر 9436 لسنة 2014 جنح المعادي.
سباب وألفاظ نابية
رغم محاولات جهاز حماية المستهلك ملاحقة شركات التسويق التليفوني إلا أن محاولات الشركات مستمرة، ولا تقتصر على التسويق فقط بل تمتد إلى التطاول اللفظي من مندوبي بعض الشركات، هذا هو الموقف الذي مرت به مرفت محمد، ربة منزل، وتندم لعدم تقديم بلاغ رسمي في شرطة الإتصالات، وذكرت لمصراوي إنها تلقت إتصالا على التليفون المنزلي المسجل باسمها على موقع الشركة المصرية للإتصالات في قاعدة بيانات فاتورة التليفون.
أضافت مرفت محمد:" بعد بداية المكالمة عرفت أنها من مندوبة لشركة تسويق لأجهزة منزلية وأثناء سردها للعروض إعتذرت لها عن الإستماع لما تقول نظرا لظروفي المرضية لترد بألفاظ نابية ثم أنهت المكالمة وعندما حاولت الإتصال برقم الشركة سمعت رسالة صوتية دعائية للشركة ومع صدور فاتورة التليفون تفاجأت أن الإتصال تم حسابه ضمن أرقام المسابقات التي تبدأ برقم 0900".
نفس عبارات السباب إنهالت على مسامع نهلة مدحت، موظفة العلاقات العامة في إحدى الشركات، والتي أخبرت مندوبة التسويق بعدم رغبتها في الحصول على المنتج الذي تروج له، وكانت مندوبة إحدى شركات التسويق للكروت المستخدمة للحصول على خصم في المطاعم والمحال التجارية، وذلك نظرا لعدم استفادتها من هذا الكارت الذي اشتركت فيه مسبقا، لتسمع سيل من الألفاظ النابية وعندما إتصلت بالرقم تم خصم جنيه ونصف من الرصيد وكأنها إتصلت برقم خاص بالمسابقات رغم أنه رغم عادي بعدها تم حظر رقمها.
يبيعون الوهم
"حضرتك كسبت معانا رحلة مجانية لشرم الشيخ ليلة واحد لفردين لازم المندوب يجي يسلمك التذكرة " هذا هو العرض المغري الذي تلقاه المهندس شريف تادرس، عبر إتصال تليفوني غامض، ولأن ليلة واحدة غير كافية في شرم الشيخ طلب زيادة عدد الليالي وبعد دفع مبلغ 200 جنيها لمندوب شركة السياحة الذي حضر لمنزله وظل يتحدث ما يقرب من ثلاث ساعات عن نظام " Time share" بدون التحدث عن الهدية المجانية، والتي تتطلب زيارة فرع الشركة في موعد سوف يحدد لاحقا، أما النقود التي دفعها فهي مقابل مصروفات إدارية.
رحل المندوب ومعه مقابل المصروفات الإدارية ولم يتصل ولا رد على الإتصالات المتكررة، حتى أصبحت جملة "هذا الرقم غير موجود بالخدمة" هي الرسالة التي سمعها شريف كلما حاول الإتصال، وأكثر ما يحزنه أنه لم يعرف لمن يقدم شكواه، كما أنه تكاسل عن حقه.
جلسة مجانية لتنظيف البشرة تحضر فيها المندوبة إلى المنزل، هذا هو العرض المغري الذي تلقته ندى عثمان، مصممة جرافيك، من إتصال مجهول رفضت مندوبة شركة الماكياج إخبارها عن الوسيلة التي عرفت من خلالها رقم تليفونها، واستجابت للعرض رغم مخاوف والديها من تعرضهم للسرقة، وحضرت في الموعد ومعها منتجات تجميل محفوظة في عبوات مجهلة، ما أثار شكها وطلبت من المندوبة مغادرة المنزل وما زاد من مخاوفها تمسك المندوبة بعدم إخبارهم عن مقر الشركة.
إعتاد محمد بهاء الشاب العشريني الباحث عن فرصة عمل ترك بياناته الشخصية لدى مواقع وشركات التوظيف والتدريب، وتفاجأ بإتصال يخبره بأسعار مخفضة بشكل غير مسبوق لدورات تدريبية في برمجة الكومبيوتر فسارع بالحجز في شقة في حي روكسي بمصر الجديدة على أن يبدأ التدريب بعد شهر، وفي الموعد المحدد ذهب ليجد المقر مغلق وبالسؤال تبين أنه مكان مستأجر وأغلق أبوابه مؤخرا، ولم يجد من يساعده في استرجاع قيمة التدريب الذي لم يحصل عليه.
العمل يتطلب الحفظ فقط
"مطلوب أنسات حسنات المظهر للعمل لدى شركة سياحية كبرى بالتسويق التليفوني "تلي سيلز" بدخل شهري كبير وفرصة للطلبه من الساعة 11 صباحا إلى 5 مساء" هذا هو نص الإعلان المنشور في إحدى مواقع التوظيف بالتواصل معه تبين أن العمل لا يتطلب الحصول على مؤهل عالي، ولا يحتاج إلى الخبرة، لكنه يتطلب فقط الحفظ الجيد لكل المعلومات التي سوف يتم تدريب الموظفة عليها، مشيرا إلى العمولات المتزايدة كلما نجحت المندوبة في اصطياد زبائن.
فيديو قد يعجبك:
اعلان
باقى المحتوى
باقى المحتوى
إعلان