في معرض الكتاب.. كيف تواجه دور النشر ارتفاع الأسعار؟
كتبت-رنا الجميعي:
تصوير-نادر نبيل:
تخوفات عديدة ألقت بظلالها على معرض القاهرة الدولي للكتاب، منذ بدء الأزمات المتتالية الخاصة بارتفاع سعر الدولار، ثُم تعويم الجنيه. حالة من القلق سادت نفوس الناشرين المصريين، بعد زيادة أسعار الكتب للضعف، بسبب استيراد الورق من الخارج، إلا أن ذلك الشعور قلّ بعض الشئ، حيث استطاع الناشرون إدارة الأزمة من خلال أفكار عدّة، يطرحها هذا التقرير.
دار ليلى: كتب قديمة ب3 جنيه وخصم 40% على الجديدة
يقول محمد سامي، مؤسس دار ليلى، إنه حاول تفادي الأزمة من خلال الاعتماد على الكتب القديمة الموجودة لديه بالمخازن"وقللت أسعارها"، حيث تراوحت من 3 إلى 10 جنيه. يرى الناشر إن زبون المعرض هو الشخص الذي يُروّح عن نفسه "وبيكون عايز الكتاب الرخيص"، يعتقد سامي أن هذه الخطة ستجعل القارئ يأتي إليه بدلًا من الذهاب إلى سور الأزبكية.
تحقق الاستراتيجية التي تتبعها دار ليلى نجاح وإقبال حتى الآن "لكن الأزمة كبيرة، ولو استمرت، صناعة النشر هتقف"، يُضيف سامى أن هناك رواج على العروض على الكتب القديمة التي يتراوح سعرها من ثلاث وخمس جنيهات إلى عشر جنيهات "لكن اللي أكتر من كدا، الناس مش بتشتري إلا لما يكون لكاتب مشهور".
اعتاد سامي على نشر أكثر من 20 إصدار مع حلول الموسم، إلا أن الأزمة اضطرته إلى نشر 10 كتب جديدة فقط "ومزودتش أسعارهم"، ويُضيف أن غاية الناشر هو تحقيق مكسب من معرض الكتاب لكن "دلوقت أنا بفكر إني أغطي التكلفة بس".
دار العربي: الروايات بنفس السعر القديم
أما بالنسبة لشريف بكر، مدير دار العربي، فإنه لم يرفع أسعار كتب الروايات لديه "لأنها بالأساس موجهة للشباب، وهما مش هيستحملوا"، وتحمّلت الكتب الأكاديمية الزيادة بعد تعويم الجنيه، لأن قارئ الكتب المتخصصة في الغالب يكون الجامعات أو من خارج مصر "ودول ممكن يتقبلوا الارتفاع أكتر".
لم تتأثر خطة النشر بالنسبة لدار العربي كثيرًا، حيث تمكّن بكر من إصدار 40 كتاب جديد قبل أزمة ارتفاع الأسعار، أما بقية الكتب وهم عشرين آخرين فقد طالتهم الزيادة، يقول بكر أن الأزمة لم تُلقي بصداها بكامل ثقلها بعد "لسة آخر المعرض هيبان اللي بنعمله دا نتيجته ايه".
يرى بكر أن الحل لمجابهة الأزمة هو الاتجاه نحو أسواق الدول العربية، لأن البيع بالخارج له مزايا، برأيه، "بيكون سعر العملة أكبر وبقدر أعوض بيها الخسارة اللي هنا، خاصة إن الكتاب المصري هو أرخص كتاب في الدول العربية تكلفة وسعر".
دار ليان: كتب التراث هي الحل
لم تتجه دار ليان في خطتها ناحية الكتب الجديدة هذه السنة، كما يقول "فتحي المزين"، مدير الدار، حيث يؤكد أن تلك الخطة ليست لها علاقة بارتفاع الأسعار، لكنها ترتبط بتطوير سياسة الدار "هنركز في الاختيار"، لذا لم تُنتج الدار سوى 12 عمل هذه السنة ولم يرتفع سعرها سوى خمسة جنيهات عن السعر المعتاد لليان، بحسب المزين.
ثلاثة عروض تُواجه بها دار ليان الأزمة؛ عبر التركيز على جمهور القراء لا اسم الكاتب، حيث دشّنت الدار مشروع باسم "حلقة وصل الثقافي"، ومن خلاله قامت بطبع كتب التراث بسعر أقل من سعر التكلفة، ونشرت ثمانية عناوين لعباس العقاد، ومصطفى صادق الرافعي، بسعر سبع جنيهات.
أما العرض الثاني فهو بروتوكول تعاون مع أكثر من مكتبة، للبيع بسعر 2 جنيه، ويرتكز المشروع على الكتب القديمة التي مرّ عليها أكثر من سنة بسوق الكتاب "منها رواية الحريم لحمدي الجزار".
وتُقيم الدار مبادرة ثالثة لكتب بالمجان، ويقول المزين إنه يتم توزيع 400 كتاب على جمهور القراء، يوميًا بالمعرض منذ الساعة الثالثة عصرًا إلى الرابعة.
مكتبة تنمية: إصدارات مشتركة مع دور النشر العربية
تعتمد مكتبة تنمية بالأساس على توزيع الكتب العربية، لذا فإن الأزمة تتسلط عليها بشكل أكبر، وهو ما يظهر في ارتفاع أسعار الكتب بها، إلا أن خالد لطفي، صاحب المكتبة، كانت له طريقته في مواجهة الأزمة، فيقول إنه تمكّن من عمل طبعات مشتركة عام 2016، ولتكون هي المرة الأولى التي تنشر فيها تنمية كتب لها.
استطاعت تنمية عمل 11 إصدار مشترك مع دور النشر العربية، يشرح لطفي الفكرة قائلا إنه يُخاطب الدور العربية للنشر في مصر "وبننشره بنسبة أقل 30%"، من ضمن تلك الإصدارات رواية "مصائر" للكاتب الفلسطيني ربعي المدهون، التي فازت بالبوكر العربية في 2016، يقول لطفي إن تلك التجربة حققت نجاحًا "بدل ما ببيع مصائر ب 180، دلوقت ببيعيها بستين جنيه".
ويرى لطفي أن تصوره عن موسم المعرض كان سيئًا، لكنه وجد أن هناك إقبال متوسط على شراء الكتب.
دار الكرمة: خصم على بعض الكتب 40%
أما دار الكرمة فاستطاعت نشر 12 إصدار جديد، من بينها رواية "كل هذا الهراء"، لدكتور عز الدين شكري فشير. ويقول محمد رفعت، نائب رئيس مجلس الإدارة إنه حتى يواجه الأزمة قام بعمل عروض "دي الطريقة اللي بنحاول بيها"، من بينها؛ خصم 40% على بعض الكتب من الساعة الرابعة وحتى السادسة.
ويرى رفعت أنه لن يستطيع تقييم تلك الأزمة إلا بعد ثلاثة شهور من الوقت الحالي، وحتى الآن لا تستطيع الدار تحقيق أرباح من المعرض "ووارد نطلع منه خسرانين".
فيديو قد يعجبك: