لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف تقنع "الراغب" في الانتحار بالتراجع؟.. الأهل والأصدقاء والحبيب "ثالوث الحماية"

02:04 م الأحد 10 سبتمبر 2017

رأي طبيب نفسي عن الانتحار

كتبت – نانيس البيلي:

غالبًا ما تتردد في الأخبارٍ التي نطالعها بشكل شبه يومي عن الانتحار، أحاديثُ عن فشل المقربين من الشخص المقدم على إنهاء حياته في إثنائه عن ذلك بعد ظهور أعراض مثل "الحزن والاكتئاب واليأس والإحباط" عليه، وشكواه المتكررة من افتقاده لجدوى العيش، ورغبته في الإقبال على قتل نفسه؛ آخر ذلك كانت واقعة انتحار "شريف قمر" الطالب بكلية طب الأسنان، وما رواه أصدقاؤه عن معاناته من الحزن لفترة طويلة، وإخباره إياهم برغبته في إنهاء حياته، ولم تفلح محاولات الدعم المقدمة من جانبهم في التخفيف عنه وإثنائه عن قراره.

"مصراوي" استشار عددًا من الأطباء النفسيين، وطلب نصائحهم حول الخطوات التي يمكن أن تساعد الشخص الذي يفكر في الانتحار فى إعادة التفكير والعدول عن قراره، ودور الأهل والأصدقاء والمحيطين به لإثنائه عن ذلك..

أولًا، هكذا تعرف الشخص المقبل على الانتحار

توضح الدكتور إيمان رشاد، الطبيبة النفسية بمستشفى العباسية، أن أغلب الدراسات انتهت إلى أن نسبةً كبيرةً من حالات الانتحار أو الرغبة فى الانتحار تقف وراءها أمراض نفسية مثل الاكتئاب، (الذى يعد السبب الأكبر) أو القلق أو الأمراض الذهانية مثل الفصام "الشيزوفرينيا" أو إدمان المخدرات والكحوليات.

وتنبه الطبيبة النفسية، المقربين من المصابين بالاكتئاب، ليأخذوا حذرهم، من أن مريض الاكتئاب يعانى من اضطراب فى المزاج العام وفقدان الاستمتاع بالحياة والحماس والحافز والنشاط مع تَكَوّن أفكار سلبية تميل لليأس والإحباط وقلة الثقة بالنفس والإحساس بالذنب، وهو ما يحدث معها حالات فقدان للشهية واضطرابات فى النوم، وتتوالد أفكار انتحارية ورغبة فى الموت للتخلص من كل هذه الضغوط.

وتبين إيمان رشاد أنه عادة ما يعانى الشخص الذى يفكر أو يخطط للانتحار من صعوبات فى علاقاته بالمجتمع والأسرة والعمل ما يؤدى به إلى الانعزال وفقدان الحافز والرغبة فى الحياة، وهو ما يجب معه توفير رعاية خاصة لهذه الحالات عموما.

وتشير الطبيبة النفسية إلى أنه فى حالة الأمراض الذهانية مثل الفصام، نجد المريض يعاني من اضطرابات عقلية مثل الهلاوس السمعية والبصرية ومعتقدات خاطئة بالاضطهاد، وهو ما قد يؤدي به للانتحار.

9 نصائح للتعامل مع الشخص الذي يميل للانتحار

1 ـ يجب الاعتراف بأن هذا الشخص مريضٌ يحتاج إلى مساعدة طبية عاجلة.

2- لا نحكم على مثل هذا الشخص من منطلق معتقداتنا الشخصية، كأن نقول له "انت كده متعرفش ربنا، انت شخص أناني، انت شخص ضعيف".

3 ـ لا يجب التقليل أو الاستخفاف بأى حديث للشخص الذى يعانى من أعراض الانتحار، أو الاعتقاد أن مجرد الوعظ والإرشاد سوف يؤدي إلى تحسن الحالة، فأحيانًا قد يعبر المريض عن رغبته فى ترك الحياة أو التخلص منها، ويعتقد المحيطون بأنه يفعل ذلك لابتزاز المشاعر، أو يظنون أن من يتكلم عن الانتحار لا يقبل عليه.

4ـ لابد من توفير الدعم النفسي من الأسرة والمحيطين، كما أن إيجاد الاستقرار العائلي مهم جداً لإشعار المقبل على الانتحار أن هناك من يهتم به ويتواجد حوله ويشعر بمعاناته، ويجب أن نعرف أن المشاكل العائلية وفقدان الأسرة من العوامل التى تزيد من نسبة الانتحار.

5- العمل مهم جداً في تحسن الحالة، ولذلك يجب تحفيز المريض على العمل والشعور بالمسئولية تجاه عمله، فالبطالة والأزمات المالية وعدم العمل يفاقم الأزمة.

6 ـ تنمية الوازع الديني مهمٌ جداً، لأن الانتحار يكثر لدى الأشخاص الذين يقل لديهم الشعور الديني والصلة بالله، في حين أن القريبين من الله والمؤمنين أن قتل النفس ذنب يكونون محصنين بشكل أكبر من الإقبال على الانتحار.

7 ـ نشر التفاؤل وزرع الأمل من أبرز العوامل المساعدة لتجاوز محنة التفكير في الانتحار، ويكون ذلك عن طريق التركيز على المقومات الإيجابية فى شخصية المريض، وكيف يمكن أن يستخدمها وينميها ويستفيد منها ويفيد غيره، فإحساس المريض بالمسئولية تجاه الغير يساعده فى علاجه لأنها تعطيه أسبابًا مهمة لوجوده فى الحياة التى يشعر في أثناء مرضه أنها لا قيمة لها ولا قيمة لوجوده فيها.

8 ـ يجب تنمية مهارات التكيف والمرونة وعدم الصلابة والجمود في التفكير، والميل للتفاؤل والبعد عن التشاؤم والأفكار السلبية، مع ضرورة مساعدته في تحفيز التفكير الإيجابى لإيجاد حلول أخرى للمشاكل غير الانتحار والتخلص من الحياة.

9 ـ تشخيص حالات الاكتئاب والقلق والأمراض الذهانية والاضطرابات الشخصية وعلاجها مبكراً ومحاربة تعاطى المخدرات والكحوليات ضرورة لتقليل نسب الانتحار والوقاية منه.

"الأهل.. الأصدقاء.. الحبيب" ثالوث الحماية من الانتحار

يحذر الدكتور عبدالرحمن سعيد، أخصائي الطب النفسي من أن تفكير المقبل على الانتحار في إنهاء حياته يبدأ دائما بأشياء صغيرة ربما لا نلتفت إليها، وتنشأ من تراكمات نفسية يهرب الإنسان من مواجهتها أو مقاومتها ويستسلم لها.

ويوضح أخصائى الطب النفسى أن الانتحار فكرة "خداعة" لا تأتي للإنسان فجأة، لكنها تنزرع داخله، ففي البداية يفكر المقبل على الانتحار عند حدوث مشكلة ما في أنه يستطيع إكمال حياته، ومع أول فشل أو التعرض لصدمة، تنشأ فكرة "أهو حاولنا بس ما فيش فايدة"، ليكون الحل هو الهروب النهائي من الدنيا، ويبدأ بعدها بالتفكير فى الانتحار.

وينوه عبد الرحمن سعيد إلى أنه في الأغلب يكون لمثلث "الأهل والأصدقاء والحبيب" دور في نشوء المشكلات النفسية لدى المقبل على الانتحار، إلى جانب بعض المغذيات مثل مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" والمجتمع والناس، لذا يجب على الأهل والأصدقاء والحبيب الانتباه ومراعاة 4 أمور:

1ـ الاستماع إلى الراغب في الانتحار، وتقديره، والتفكير معه في إيجاد حل لمشكلاته دون الهجوم عليه أو التقليل منها.

2 ـ احتواء الموقف والتعامل بجدية مع المشكلات "حتى ولو ملهاش حل" على سبيل المشاركة الوجدانية معه.

3 ـ لابد من ربطه بنماذج شخصيات فشلت ونجحت، ليُغذى لدى المقبل على الانتحار الشعورُ بأنه يمكن أن يبدأ حياته مرة أخرى.

4 ـ يجب كسب ثقة الشخص للدرجة التي يصل معها من يفكر في الانتحار لإخبار الشخص الذي يستمع إليه، ولا يكون خائفًا من رد فعله، بالعكس يشعر أنه سيفهمه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان