لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بـ "البامبو" وحده.. يواجه زوجان مكفوفان كدر الحياة (صور )

02:37 م الثلاثاء 05 سبتمبر 2017

كتب- محمد مهدي:
تصوير- فريد قُطب:

لحظة حبست النور عن أعين "سمير جابر" إلى الأبد، حينما ألقى أحدهم على وجهه "مايه نار" إثر خلاف عائلي. فقَد الرجل بصره، وصنعته كنجار. صار وحيدًا قبل أن يجمعه القدر بزوجة كفيفة تعلما معًا صناعة "البامبو"، صار كلا منهما عكازا للآخر، وقصتهما قصة جديدة من حكايات مصريين تحديا الظروف بالأمل والكثير من الجهد.

صناعة البامبو

حياة "سمير" أشبه بلفات سماعة الهاتف حول بعضها. ولد عام 1978 في عزبة النخل "في الجبل" كما يقول لمصراوي، تعلم على يد والده النجارة، كانت الأجواء حينذاك في المنطقة لا تسر عدو أو حبيب، خشي الأب على ابنه من سوء الأخلاق "فقرر يوديني مؤسسة دور التربية بالجيزة" وهو لايزال ابن الـ 12 عاما.

استكمل تعليمه في المؤسسة "كنت وقتها 4 ابتدائي" ظل بعيدًا عن منزله، وفي سن 18 عمل كمندوب توزيع لإحدى مكتبات وسط البلد " أحلى أيام حياتي، النضافة والأدب والاحترام والأسلوب النضيف" ثم أقنعه والده بالعودة. عاد إلى العزبة، استقر على مهنة والده، قبل أن تُصاب عينه بالعطب خلال مشاجرة عائلية.

صورة 2

بين الأطباء مضت حياة "سمير" لأشهر قبل أن يتأكد "مفيش حَل، مش هترجع تشوف". كانت لحظة قاسية، لم يُصدق، حاول إنكار الواقع لكن إلى متى؟ عليه التأقلم. استفاق من أحزانه، لتبدأ رحلته مع المؤسسات المتخصصة للمكفوفين "دنيا مختلفة وعلام من أول وجديد" ثم استقر على الزواج من "هبة" التي تعاني الإعاقة نفسها.

صورة 3

كانت هبة تعيش في مؤسسة "الأمل والنور" لنحو 12 عاما، تعلمت معهم صناعة "البامبو" وهو صنع أثاث المنزل من "الخرزان والبلاستيك والرتان"، وبعد زواجهما اقنعت "سمير" بأن يحترفا المهنة، ويحاولان معًا تأسيس ورشة صغيرة لتجهيز منتجات وبيعها عن طريق مؤسسات المجتمع المدني أو بالطرق الاعتيادية. توضح الزوجة "بنعمل سَبَت، وترابيزات، وحاجات زينة، اللي بيحتاج بيكلمنا ونعملها ونوصلهاله".

صناعة البامبو

يتعجب الزبائن من كيفية إتقانهما للعمل رغم فقدهما للبَصر، ترد هبة "بنحتاج حد يناولنا الخامات أو يساعدنا في تقطيع الخشب، لكن باقي الحاجة اتعلمناها في المؤسسة وبنفسنا"، مع الوقت وكثرة العمل باتت أيديهم تعرف طريقها جيدًا، فيما يدخران المال لعمل ورشة صغيرة خاصة بهما داخل منزلهما "عملت صنية تقطيع وشانيور واتنين اركت وجبِت عدة تكفي الشغل الأساسي" يذكرها سمير بفخر.

صورة 5

العمل يجري على قدم وساق، بدا أن الحياة تبتسم للزوجين، صار لديهما طفلين جميلين، لا يشغلهما سوى تطوير تجربتهما في "البامبو" وتربية الأبناء على أكمل ما يكون، قبل أن يضرب الغلاء أسعار الخامات وتتدهور الأمور "الشغل قَل وبقى علينا ديون، واضطرينا نبيع العفش عشان نسد" تحكي هبة بأسى بينما تُشير إلى الأثاث الذين صنعوه لمنزلهم بدلًا من المُباع.

صورة 6

تلك الأيام، باتت مهنتهما مُعرضة للانتهاء، يخشى سمير من العودة لأيام قاسية ابتعد عنها قدر إمكانه، وتتمنى هبة أن تستعيد الصناعة بهائها، وينتهى الكساد "نفسنا أسعار الخامات تبقى حنينة عن كدا، أو حد يساعدنا ويوفرهلنا" تتحدث بينما تطلب من طفلها الصغير وضع صور جديدة لأعمالها على صفحة "المكفوفين للبامبو" على فيس بوك كمحاولة لدعم تجربتهما.

صورة 7

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان