لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الأبطال الأربعة.. حكاية تنظيم مصر لأول ألعاب أفريقية لأولمبياد الخاص

11:38 م الخميس 26 ديسمبر 2019

مؤتمر إعلان فوز مصر بتنظيم أول ألعاب أفريقية للأول

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

في قاعة "النيل" داخل فندق الفور سيزون، أخذت مريم عادل تُحضر ورقتها، تُعيد قراءة المدوّن استعدادًا لإلقائه، بجوارها يجلس إبراهيم الخولي يتابع مع أسرته خطابه، بينما يجوب محمد كابلا المكان لمعرفة أفضل زوايا لالتقاط الصور، يدّب الحماس داخل الثلاثي استعدادًا لتغطيهم حدث يمسهم بشدة، إذ يُعلن عن فوز مصر بتنظيم أول ألعاب أفريقية للأولمبياد الخاص، ورغم عدم وجود الرياضة التي يمارسونها في البطولة المقبلة، إلا أن كل لاعب مشارك يمثلهم، إذ اتحدوا على كونهم من ذوي القدرات الخاصة، وغيرت الرياضة دفة حياتهم.

1

ومن خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم اليوم الخميس، أعلن عن تنظيم مصر لأول ألعاب أفريقية للأولمبياد الخاص، وذلك في ستاد القاهرة والدفاع الجوي، في الفترة من 23 وحتى 31 يناير المقبل، وحضر المؤتمر كل من أيمن عبد الوهاب رئيس اللجنة العليا المنظمة للألعاب و الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتشارلز نيامبي الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص أفريقيا. كما يحضر المؤتمر دكتورة جهاد عامر رئيس اللجنة التنفيذية للألعاب، والفنان حسين فهمي سفير الأولمبياد الخاص الدولي، ولاعبا الأولمبياد الخاص المصري إبراهيم الخولى ومريم عادل.

2

لم تغب الأحاديث عن البطولات خارج المؤتمر، شهدت في كل كلمة للمتحدثين تناولًا لبطل من ذوي القدرات الخاصة، مثل الصبي "ملاكي" الذي كانت الرياضة سببًا في إخراجه من الوحدة، يروي الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص أفريقيا، قصة الصبي الذي عاش في معسكر للاجئين في منطقة نائية في تنزانيا، كان يعاني الصغير من إعاقة فكرية، وبسببها كانت تقيده والدته في الكوخ الذي يعيشون بداخله بسلاسل، لكن هذا الوضع تغير تمامًا منذ عام 2017 حين انضم إلى مسابقات الأولمبياد الخاص.

فيما مضى شعر "ملاكي" بأنه منبوذ من المجتمع كونه مختلفًا عنه، عانى الصغير في صمت، لكن وحدته تلاشت حينما اكتشفه أحدهم وضمه إلى ألعاب الأولمبياد الاخص، وهي الخاصة بذوي القدرات الخاصة، اكتسب الفتى ثقة أكبر في نفسه، تحولت شخصيته، صار ما جرى في عداد الماضي، وكوّن حاضرًا مغايرًا، يقف خلاله على منصات التتويج لمشاركته في المسابقات الخاصة، "ملاكي" واحد من مئات القصص التي تمس شغاف القلب، وتمنح الآلاف الأمل في مستقبل أفضل يعانق أحلامهم.

Capture

768 لاعبًا ولاعبة وشريكًا وشريكة يراودهما نفس الحلم، في الثالث والعشرين من يناير المقبل، سيأتون إلى مصر محملين بحكايات غيّرت من حياتهم وجعلتهم ينتمون إلى عالم الألعاب الرياضية. داخل القاعة لا تزال تتذكر دكتور ليلى إسماعيل حين شاركت ابنتها مريم في بطولة دولية لأول مرة، سافرت عام 2002 إلى بيروت وحينها كانت تمارس ألعاب القوى "كنت مخضوضة عليها وقتها لإن إيدي في إيدها على طول"، لكن ما طمأن الأم يقينها باهتمام البعثة بالمشاركين، لذلك تفكر في مشاعر أم أخرى سوف تشعر بالقلق كون ابنها أو ابنتها يسافر خارج بلاده لكن "هنا هيكون في اهتمام كبير بسلامتهم".

في البطولة المقبلة تشهد أربع رياضات في أول ألعاب أفريقية للأولمبياد الخاص في مصر؛ كرة قدم سلة، ألعاب قوى والبوشي، لا يأتي من ضمنهم ما تمارسه مريم حاليًا وهي الفروسية، رغم ذلك تسعد كونها إحدى المتحدثات في المؤتمر كذلك تشعر والدتها "كل واحد بيلعب كإنه مريم"، تضبط إسماعيل من خصلات شعر ابنتها، تعيد عليها الكلمات المدونة في الورقة، ثم تستعد صاحبة الـ35 ربيعًا لإلقاء كلمتها.

3

من حديقة منزلية في المنزل إلى معسكرات توجد في أكثر من 186 دولة حول العالم. هكذا بدأت حكاية الأولمبياد الخاص الدولي حينما تأسست الحركة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1968 على يد السيدة يونيس كينيدي شرايفر، شقيقة الرئيس الراحل جون كينيدي، وفي نفس العام أقامت السيدة شرايفر أول بطولة دولية لألعاب الأولمبياد الخاص في ولاية شيكاغو إلينوي، وشاركت فيها الولايات المتحدة وكندا.

كانت شقيقة السيدة يونيس بمثابة إلهام لها من أجل تأسيس الحركة، حينما أقامت معسكرًا لمدة يوم واحد في حديثة منزلها من أجل شقيقتها روزماري التي ولدت بإعاقة ذهنية، عايشت كيف لعالم الرياضة تأثير السحر على نفسها، لذا اتخذت على نفسها قسمًا "دعني أفوز، فإن لم أستطع دعني أكون شجاعًا في المحاولة"، وبدل من أن تكون روزماري اللاعبة الوحيدة في المعسكر، صار اليوم في برنامج الأولمبياد الخاص 6 مليون لاعب ولاعبة يمثلون أكثر من 226 برنامج معتمد، فيما يزيد عن 186 دولة من مختلف دول العالم حسب الـReach Report لعام 2018-2019.

45

وسط كاميرات الصحافة والتلفزيون، وقف محمد كابلا يلتقط صورًا لإبراهيم الخولي، اللاعب المصري للأولمبياد الخاص، يوثق بعدسته بطولات أقرانه. بدأت رحلة صاحب الـ27 ربيعًا مع التصوير منذ خمس أعوام حينما عمل مصورًا في المكتب الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي، فيما مارس طيلة 12 عامًا رياضة السباحة، طار من خلالها إلى لوس أنجلوس ليعود بثلاث ميداليات من بطولة الأولمبياد الخاص هناك، مع كل كلمة يقولها المتحدث، يلتمس كابلا منها معنى ينطبق على حياته، حينما صارت الرياضة وتصوير فعاليتها كل شيء في دُنياه.

يشارك إبراهيم نفس مصير مريم وكابلا، إذ لن يشاركا في البطولة التي تنظمها مصر مطلع عام 2020 كونها لا تضمن الألعاب التي يمارسونها، لكن يحملون بداخلهم فخرًا كون مصر تستضيف الحدث لأول مرة، يستعدان لمتابعتها، الذهاب إلى المدرجات لتشجيع المشاركين، يراودهم الأمل بأن تضمن السنوات المقبلة ألعابًا أكبر، فيما يدعو وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي الجمهور للذهاب إلى البطولة ومتابعتها "حدث مهم زي البطولات الكروية".

67

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان