مباراة بين "الشباك والبلكونة".. لاعب كرة قدم وجاره يكسران الحظر بلعب "الراكت"

كتبت-إشراق أحمد:

في قلب التفاصيل اليومية المتلاحقة عن فيروس كورونا (كوفيد-19)، ثمة حياة تسري، لا يملك الكثير فيها عمل شيء سوى التماسك وتخفيف صعابها ولو بوقت من المرح، وهو ما فعله أحمد أبو العباس وصديقه محمد العاصي حين قررا لعب كرة المضرب "الراكت" من "شباك" "و"بلكونة" المنزل، أرادا الشابان أن يروحا عن أنفسهما ويحظيا بتجربة مضحكة كما اعتادا أن يفعلا منذ بدأت إجراءات العزل وحظر التجوال قبل أسبوعين، لكن الدقائق التي صُورت "كهزار يشوفه الصحاب" تخطت حدود الجيران في منية دمياط ولاقت انتشارًا ومشاركة لم يتوقعها الصديقان.

مساء يوم الأربعاء، الأول من إبريل الماضي، بعد بدء حظر التجوال، أطل أبو العباس من النافذة ونادى على جاره وصديق طفولته في المنزل المقابل له، أجابه الأخير من الشرفة "البلكونة" وبدأت المباراة كما يقول أحمد "أحنا بنلعب راكت على السطح فقولنا اليوم ده نجرب نعمل كده من شباك وبلكونة"، ولتكتمل التجربة شاركهما شقيق أبو العباس الأصغر بالنزول والوقوف أسفل العقار لمناولتهما الكرة في حال سقوطها.

لنحو نصف الساعة تملكت وصلة ضحك من الأصدقاء الثلاثة، وابنة العم التي تولت التصوير لسكنها بالطابق الأعلى لهما. لم يكن المشهد جديدًا على الرفقة في منطقة منية دمياط "طول الحظر بنعمل حاجات نحاول نسعد نفسنا بيها في الظروف دي". تبدلت حياة أبو العباس وصديقه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بعد توقف النشاط الرياضي، إذ يحترف الشاب العشريني كرة القدم في نادي الدرجة الثانية (الجزيرة بمرسى مطروح)، فيما يعمل العاصي بالتدريب البدني، ولهذا لم تخرج أنشطتهما وقت الحظر عما يجيدان.

في الصباح، أصبح سطح المنزل وجهة أبو العباس "بتمرن عشان لياقتي متروحش"، يتخذه بديل للنادي الذي كان يقضي فيه أيامه بروتين لا يفارقه "كنت الصبح بدري أتدرب وبليل أتمرن زيادة مع نفسي"، فيما أصبح اليوم طويلاً بعد "كورونا"، خاصة مع شدة الإجراءت المتخذة في دمياط باعتبارها ثالث محافظة بها أعلى نسبة إصابة بالفيروس المستجد وفق وزارة الصحة.

لم يجد أبو العباس سوى صديق طفولته يشاركه وسائل تمرير الوقت "من بعد العصر لغاية 7 نلعب طايرة أو راكت على السطح وبليل مفيش نزول قعدتنا في الشباك أو عند بالبيت"، ومع العاشرة مساء ينتهي اليوم كما اعتاد، ليبدأ اليوم التالي على المنوال ذاته.

يتفنن الصديقان في كسر المل بما لا يبعد عن الرياضة ولا يخلو من المرح، ذات مرة صنعا كرات من الورق ووقف أبو العباس في الشباك كحارس مرمي بينما يقذف العاصي كرة تلو الأخرى. لم يعد يتلقيا الصديقان تعليقات من الجيران "اتعودوا مننا على كده من زمان" ضاحكًا يقول أبو العباس، بينما توقف أمام التعليقات التي انهالت عليه بعد نشر الفيديو على صفحته في فيسبوك "بنعمل حاجات كتير لكن في الغالب مبنصورهاش. كنا بنهزر منعرفش أنه هيتنشر كده ويعجب الناس".

حظى مقطع الصديقين بأكثر من ألفين مشاهدة و4 ألاف مشاركة، ردود فعل مرحة تلقاها أبو العباس وصديقه، لكن أغلبها تتساءل عن شقيقه الواقف بالأسفل، والذي ظل مدار وقت اللعب أشبه بـ"حكم كرة". سعد لاعب كرة القدم بانتشار المقطع المصور ورسمه البسمة على الوجوه. لا يعلم الشاب متى تنتهي الغمة ويعود للملاعب وحياته السابقة، لكن ما يعرفه أنه إلى أن يحين هذا، سيواصل مشاركة رفيقه الرياضة والمرح فوق سطح المنزل ومن "الشباك".