"صايم/فاطر".. كيف ألهم "الموت" شابا لصناعة فيلما عن "السكري"؟
كتب- محمد زكريا:
كان يوما أليما. يوم أنهى ألما أكبر. كان الموت بـ"السكري"، مصير والد محمود أبوبكر، بعد معاناة مع المرض، فتحت جروحا في الجسد، لم تلتئم حتى واراه الثرى، وندوبا في الروح، خفت بفيلم وثق فيه الشاب رحلة والده مع "السكري"، مُطعِمه بتوعية لخطورة المرض وسبيل مجابهته.
داء السكري، مرض مزمن، يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه. والأنسولين هو هرمون يضبط مستوى السكر في الدم. ويُعد فرط الغلوكوز في الدم، الذي يعرف أيضا بارتفاع مستوى السكر في الدم، من النتائج الشائعة الدالة على خلل في ضبط مستوى السكر في الدم، ويؤدي مع الوقت إلى الإضرار الخطير بالعديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية. بحسب منظمة الصحة العالمية.
بعدما وعى أبوبكر من صدمة موت والده، فكر في توجيه حزنه إلى طريق يقي غيره من مسلكه: "أنا مريت بتجربة كاملة، اكتشفت فيها تفاصيل ومعلومات مهمة، فقولت ليه محكيهاش للناس".
أبوبكر يعرف نفسه بـ"صانع أفلام"، وله تجارب مستقلة في هذا الحقل، كان آخرها "صايم/ فاطر".
يبدأ الشاب فيلمه باقتباس من الروائي الليبي إبراهيم الكوني: "المجهول لا يومئ عبثا. المجهول لا يعرف المزاح. المجهول هو القدر. ولغة القدر مميتة". وقصد من ورائه: "أن مرض السكري هيفضل بعبع طالما هو مجهول بالنسبة لنا، وخصوصا المريض به، لكن بالوعي بطبيعته مش هيكون مجهول ومش هيكون بالخطورة اللي عليها دلوقتي".
كانت تجربة الشاب ووالدته مع مرض والده بـ"السكري" قاسية، تفتحت الجروح في جسده ولم يعرف سبيلا للمّها، يقول إنه لو كان لديه الوعي الذي اكتسبه بعد تجربة المرض والموت لكانت تحسنت تجربته وأسرته مع مرض عائلها، ولربما كان أنقذ حياته، لكن جهله بطبيعة المرض، سبيل التعايش معه والعلاج منه، أفشلت المهمة، فأراد لو أن يسهلها على غيره بإنتاجه فيلما وثائقيا عن مرض السكري بعنوان: "صايم/فاطر"، لتجنيب غيره ما ذاق.
السياق الأوسع لهذا الفيلم هو رحلة معاناة لمريض سكري، حاضر هذا المريض ومستقبله. وفيه تتداخل قصصي لمرضى من أعمار مختلفة؛ طفلة وشاب وأم. مع توعية طبية يقدمها متخصصون في مرض السكري. وأخرى مجتمعية تخص تأهيل المرضى نفسيا للتعايش مع المرض.
ارتفع عدد المصابين بالسكري من 108 مليون شخص في عام 1980 إلى 422 مليون شخص في عام 2014، بحسب منظمة الصحة العالمية. ويزداد انتشار السكري في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بوتيرة أسرع من وتيرة انتشاره في البلدان المرتفعة الدخل، بحسب المنظمة. حيث أن مصر مرشحة بعد عدة سنوات لاحتلال المركز الثامن من حيث عدد المصابين بمرض السكري على مستوى العالم بعدد يتجاوز 12 مليون شخص.
أبوبكر يأمل في تجنيب مصر هذا المصير، فشارك مع مجموعة من المتطوعين لإنتاج فيلمه: "كنت كل ما أعرض الفكرة على حد يوافق عليها. كتبت أنا الاسكريبت، وبقى معايا مصور وحد بيمنتج وحد بيشتغل موشن وحد فويس أوفر. وتواصلت مع دكاترة، رحبوا جدا يشاركونا الفكرة ونصور معاهم".
بعدما نشر أبوبكر الفيلم، وصلته ردود أفعال ممتنة ومشجعة، أكثر ما أسعده منها: "بنت في ثانوي عام، كانت عرفت أنها مريضة سكري من خلال دكتور جلدية، لكن كانت بتتعامل مع الموضوع بإهمال، ولما شافت الفيلم حسيت أن الموضوع مفيهوش تهاون، ومهم جدا تلتزم بالإرشادات الطبية عشان صحتها وحياتها".
لا يستعجل صانع الفيلم انتشار عمله: "مؤمن أن الفيلم هيفضل عايش، وهيبقى مرجع".
يأمل أبوبكر أن يساهم فيلمه في توعية المرضى بسبل التعايش مع "السكري"، ويتمنى "كل اللي عندهم سكر في مصر وأهلهم يشوفوا الفيلم، وكل يوم عالمي للتوعية بمرض السكري ألاقي الناس بتعتمد على الفيلم كمرجع".
لمشاهدة الفيلم:
فيديو قد يعجبك: