يتقن نبيل اللغتين الإنجليزية والإسبانية، وعمل مرشداً لسائحين من بلدان عدة، وكانت القاهرة وجهة للسياحة الثقافية، ينطلق بهم من المُتحف المصري إلى مجمع الأديان وشارع المعز، وقلعة صلاح الدين، ومتاحف ومزارات أخرى في ربوع العاصمة، وكان في انتظار الانتهاء من تطوير ميدان التحرير الذي صارت تتوسَّطه مسلَّة فرعونية، في إطار تحوله إلى مُتحفٍ مفتوح، كما كان ينتظر افتتاح المُتحف المصري الكبير، لكنه تأجَّل عقب انتشار الفيروس: «المشكلة في أزمة كورونا والسياحة إنه لو مصر تعافت لأي سبب، هنكون برضه في انتظار تعافي العالم كله، وده مستحيل عشان لسة مفيش لقاح مؤكد ومعتمد للفيروس».

كان أولُ تحذير بشأن الفيروس في ديسمبر 2019، حين أعلنت الصين عنه، وانتشر بعد ذلك حتى أصاب أكثر من 40 مليون شخص حول العالم، فيما بلغ عدد من فقدوا أرواحهم جراء الوباء أكثر من مليون شخص في أرجاء المعمورة، مطلع أكتوبر الجاري، وصاحب انتشار الوباء إغلاق الحدود ووقف الطيران وتهديد السياحة عالمياً، التي تكبدت خسائر بلغت 320 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من 2020، وفق منظمة السياحة العالمية، بينما كانت خسائر مصر 26.3 مليار جنيه، أو ما يوازي 1.5 مليار دولار شهرياً، بحسب مجلس الوزراء.

يتذكَّر محمود حين كانت محاله تُصوَّر في أعمال درامية وإعلانات تلفزيونية، لكنها الآن شبه مهجورة، لا مصابيح مُضاءة، لا تُحف تسرُّ الناظرين، وحتى التماثيل الفرعونية، كانت تُطلُّ من خلف أقمشة تغطِّيها على ذلك الفراغ، الذي يتخلله عائدون من ورشهم وأشغالهم: «العمال اللي عندي قللت قبضهم للنص، ويا عالم إيه تاني هيحصل».

أمام شاشات التلفاز، يتابع نبيل وأولاده مستجدَّات مرض «كوفيد-19»، الإصابات التي تخطت الملايين حول العالم، والوفيات التي تزداد بالآلاف يومياً، وفي الوقت ذاته، عادت السياحة الداخلية في الـ15 من مايو الماضي في بعض الأماكن بنسبة إشغال للفنادق لا تتخطى الـ25% من طاقتها الاستيعابية، ثم زادت إلى 50% بعد ذلك، على أن تلتزم الفنادق بتطبيق الإجراءات الاحترازية.