بين عشرات الجالسين على الكورنيش، والمحتفلين بعيد الأضحى في أحد أيَّامه مطلع أغسطس الماضي، كان «رجب محمد» بائع الشاي والقهوة، يتحرَّك بخفَّة ونشاط لتلبية طلبات زبائنه، ورغم قِلَّة عددهم، فإنها أفضلُ من غيابهم الذي استمرَّ لنحو 100 يومٍ، يعتبرها الرجل الأصعب في حياته. هذه المقاعد في أيام خَلت، كان يتبادل عليها المئات من المساء حتى الصباح، لولا فيروسٌ غامض زار البلاد، فأرَّق أهلها، وهدَّد قوتهم، مثلما فعل مع رجب.
استخدم المؤشر لقراءة القصة
عاد السَّهر من جديد على شاطئ النيل، بعدما قررت الحكومة في الـ27 من يونيو الماضي إلغاء حظر التحرك، ليخرج الناس في الليالي الصَّيفية يبحثون عن نسمة هواء باردة على الكورنيش، ويعود لرجب بعض زبائنه، وبعض رزقه أيضاً، في ظل تخوُّف البعض من الخروج من المنازل في تلك الفترة، التي ما تزال الإصابات فيها بالمئات يومياً. خوفٌ تبددَّ قليلاً في مطلع أغسطس الماضي، الذي سبقه انخفاضٌ في مؤشر الإصابات بالفيروس يومياً، حتى أن محافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء، سجلتا لأول مرة منذ الإعلان عن ظهور «كورونا» في مصر، «صفر إصابات» في أواخر يوليو الماضي: «في عيد الفطر مكنش في ناس بتحتفل هنا إلا قليل أوي، لكن في عيد الأضحى الوضع مختلف وفي رزق» يحكي رجب.
تقترب الساعة من الـ12 منتصف الليل، فيخرج الناس من أماكن سهرهم وأعمالهم، ويتَّجهون إلى المواصلات العامة للعودة إلى منازلهم، وهي التي لم تكن لتنتظرهم كل تلك الساعات في الأيام الماضية، بسبب فرض حظر التجوُّل المسائي، ووقف حركة وسائل النقل خلالها، لولا ذلك التخفيف الذي أجرته الحكومة.